قال تعالى: {إنَّ الدّين عند الله الإسلام} آل عمران: 19، وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغ غَيْرَ الإسْلام دينًا فَلَن يُقبَل منْهُ وَهُو في الآخرة منَ الخاسرين} آل عمران: 85، والإسلام بعقيدته وشريعته وآدابه دين الله يضمن للبشر السعادة في الدنيا والآخرة. أمّا أن يأخذ بعض مَن انتسبوا إلى الإسلام منه العقيدة فقط، ويخالفون بعد ذلك أحكامه وتشريعاته، فضلاً عن الحق، ولو اعتقدوا حقًا أنّ الله هو الخالق الرّازق المدبّر المالك لعباده أطاعوا أوامره وانتهوا عن نواهيه لأنّه المستحق للعبادة، مثل ذلك مَن خالف أمر الله وارتكب الحرام بشربه للخمر ومتاجرته فيه. قال تعالى في محكم تنزيله: {يَا أَيُّهَا الّذين آمنُوا إنَّما الخمرُ والميسر والأنصاب والأزلام رجْسٌ من عمل الشّيطان فاجْتَنبوهُ لعلّكُم تُفلحون} المائدة: 90، وقال أيضًا: {قُلْ لاَّ أَجدُ في مَا أُوحيَ إليّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعم يَطْعَمُه إلاَّ أنْ يكونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خنْزير فإنَّهُ رجْسٌ أوْ فسْقٌ أُهلَّ لغير الله به} الأنعام: .145 وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''كلّ مسكر خمر وكلّ خمر حرام'' رواه ابن ماجه وغيره وهو حديث صحيح. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة: ''إنّ الله ورسوله حرَّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام''، قيل يا رسول الله: أرأيت شحوم الميتة، فإنّها تطلى بها السفن وتدهن بها الجلود ويستصبح بها النّاس؟ فقال: ''لا هو حرام''، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ''قاتَل الله اليهود إنّ الله تعالى لمّا حرّم عليهم شحومهما جمّلوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه'' أخرجه البخاري ومسلم. فالخمر والخنزير مُحرَّم أكلهما وبيعهما والتجارة فيهما، ومن المؤسف أن نجد مسلمين يلجأون إلى ما حرَّم الله ليجنوا منه مالاً زائلاً لَن يخلدوا به في الدنيا ولَن يدخلوا به الجنّة، وقد جعل الله من الحلال ما يغني عن الحرام وعلى مَن وقع في هذا الخطأ من قريب أو من بعيد بمساهمة ولو بسيطة، المسارعة إلى التوبة الصّادقة بإخلاص النية لله جلّ جلاله لأنّه خلقنا لعبادته، وعبادته تكون بما شرع، وبالندم على ارتكاب الحرام والعزم على عدم الرجوع إليه والتّخلّص من المال الحرام والسَعي من أجل اكتساب الرزق الحلال.