صوّت نواب البرلمان اللبناني بالأغلبية على نجيب ميقاتي ليتولى رئاسة الحكومة خلفا لسعد الحريري، ب68 صوتا مقابل 60 لصالح الحريري، من أصل 128 صوت. فورفوزميقاتي بالمنصب، انفجرت أعمال الشغب بأكبر مدينة سنّية في شمال لبنان طرابلس. وتعرّض الصحافيون، وخاصة قناة ''الجزيرة''، للاعتداء، فيما أحرقت سيارة تابعة للقناة نفسها. وأحرقت العجلات المطاطية في الشوارع، ورفعت شعارات مندّدة بتسلط حزب الله، مطالبين ببقاء الحريري. وشوهدت مدرعات الجيش اللبناني وهي تنتشر في شوارع العاصمة بيروت. ثم تدخل سعد الحرير، ظهر أمس، ليدين أعمال الشغب التي قام بها أنصاره، ودعا إلى التهدئة. وكان لخطابه تأثير كبير على الشبان الذين انتفضوا ضد ميقاتي وحزب الله. وتشهد لبنان تجاذبا كبيرا في هذه الأيام بسبب ملف اغتيال رفيق الحريري والضغط الخارجي، وخاصة المحكمة الدولية التي تنوي إصدار حكم يدين حزب الله، حيث تسارعت الأحداث في الأيام الأخيرة، منذ استقالة الوزراء الموالين لحزب الله بعد ما اشتد الخلاف بين جناحي الحريري الذي تسانده واشنطن والرياض، وحزب الله المؤيد من طرف سوريا وإيران. وقام بعدها الحريري بجولة إلى واشنطن وباريس، بحثا عن الدعم الكافي للبقاء في المنصب، ثم عاد ليعلن عن استعداده للتعاون مع الرئيس ميشال سليمان. في هذه الأثناء، قام زعيم الدرزيين اللبنانيين، وليد جمبلاط، بزيارة إلى دمشق عدّلت الكفة. وأعلن بعدها حسن نصر الله عن حقه في الدفاع عن النفس، إذا صدر الحكم الذي يدين حزب الله في قضية اغتيال والد الحريري. وفي بداية الأسبوع الماضي، انتشر الجيش اللبناني في بيروت، وأغلقت المدارس ترقبا لأي طارئ. وانسحبت الوساطة التي كانت تقودها تركيا وقطر، فيما وصفت السعودية الوضع ب''الخطير''. وفاز في نهاية المطاف مرشح حزب الله، رجل الأعمال نجيب ميقاتي، في انتظار ما سيتمخض عن المحكمة الدولية التي أضحت طرفا في الصراع الداخلي اللبناني، وضع قابل للانفجار في أي لحظة. من هو نجيب ميقاتي؟ نجيب ميقاتي من مواليد 24 نوفمبر 1955 بطرابلس. مسلم سني. عيّن رئيسا للوزراء للبنان في 2005 خلفا لعمر كرامي بعد اغتيال رفيق الحريري. وكان كرامي استقال من المنصب بعد فشله في تشكيل طاقم حكومي، ليتخلى عن المنصب في جوان من نفس السنة لصالح فؤاد السنيورة. متخرّج من الجامعة الأمريكيةببيروت في .1980 تحصل على دكتوراه في التسيير بجامعة هرفارد الأمريكية. ثم أسس مجمع ميقاتي للاتصال مع أخيه، ويقدر رأس مالها حسب تصنيف فوربس 2007 ب3,2 مليار دولار. بدأ حياته السياسية في 1994 عندما عيّنه سليم الحص، وزيرا للنقل والأشغال العمومية آنذاك، في مكتبه. ثم ترشح للمجلس الشعبي في 2000 نائبا عن طرابلس. رفض منصب وزير أول في نفس السنة، لكنه احتفظ بحقيبة في حكومة رفيق الحريري. عارض التعديل الدستوري لتمديد عهدة إميل لحود، لكنه صوّت على التعديل، استجابة لمطلب سوريا وكتلته البرلمانية. ثم ترشح من جديد في 2009 تحت ألوان، تيار المستقبل. وعيّن أمس رئيسا للوزراء خلفا لسعد الحريري.