يخشى فلاحو ولاية بشار من أن تشهد هذه السنة موسما أبيض لانعدام المياه الكافية للسقي، بعدما كشفت التقديرات الأخيرة أن سد جرف التربة المموّن الوحيد لسهل العبادلة بلغت فيه كمية المياه حدود 70 مليون متر مكعب، بعدما كان يستوعب العام الماضي 230 مليون متر مكعب. كشف بوزيد سالمي، أمين مكتب الاتحاد الولائي للفلاحين الجزائريين في بشار، في شكوى موجهة للوزير الأول أحمد أويحيى، أن فيضانات أكتوبر 2008 أتلفت العديد من المستثمرات بالكامل، خاصة المحاذية لوادي قير والساورة وبشار. وأشار ممثل الفلاحين في المنطقة أن مشاكل هذه الفئة تختلف من دائرة إلى أخرى، حيث أن فلاحي سهل العبادلة الذين تفاجأوا بموسم 2011/2010 بأنها سنة بيضاء لانعدام مياه السقي، بالرغم من أن فيضانات أكتوبر 2008 التي مرت عبر وادي قير ووادي الساورة تجاوزت الملياري متر مكعب، حسب الأخصائيين، يضيف المصدر، فيما أن سد جرف التربة الممون الوحيد لسهل العبادلة قدرت طاقة استيعابه ب260 مليون متر مكعب. وحسب النشرية الصادرة عن إدارة سد جرف التربة، يقول بوزيد سالمي في الشكوى التي حصلت ''الخبر'' على نسخة منها، أنه في شهر ديسمبر 2009 كان السد يحوي على كمية تفوق 230 مليون متر مكعب، أما في شهر أوت 2010 فقد بلغت الكمية المتبقية 70 مليون متر مكعب، مخصصة لتزويد السكان بالمياه الشروب. وتساءل المصدر عن مصير الفلاحين وكيف يتم تعويضهم بعدما أحيلوا جميعهم على البطالة، خصوصا بعد إعلام الفلاحين أن هذا الموسم سيكون سنة بيضاء لانعدام المياه الكافية للسقي. وطالب بوزيد سالمي من الوزير الأول أحمد أويحيى الإسراع في إيفاد لجنة تحقيق في هذه القضية التي صارت قضية العام والخاص، مشيرا إلى أن مطلب الفلاحين يتعلق بضرورة إنجاز سد بمنطقة الزقاقات حتى يبقى سد جرف التربة للمياه الشروب فقط، مع إجراء دراسة معمقة لمحيط سهل العبادلة. كما طرح ممثل الفلاحين على الوزير الأول مشكل قلة الكهرباء بالمستثمرات الفلاحية والواحات، مع تصاعد ظاهرة الملوحة وانعدام الأسمدة، التي حالت دون مزاولة معظمهم لنشاطهم الفلاحي، مع غياب الدعم في محركات الطاقة الكهربائية، مطالبا بضرورة الاعتناء بهذه الفئة من الفلاحين، وتشجيعهم ومرافقتهم الميدانية من طرف تقنيين ومرشدين.