صحاري بلند الجزائري يتخطى 104 دولار للبرميل واصلت، أمس، أسعار النفط ارتفاعها في الأسواق الدولية وبخاصة في بورصة لندن، بالنسبة لبرنت بحر الشمال، بتخطي سقف 103 دولار للبرميل، في وقت قدر برميل النفط الجزائري صحاري بلند ب104 دولار للبرميل. يتوقع خبراء المعهد الفرنسي للبترول أن يواصل سعر النفط ارتفاعه، في وقت يشير الخبير الاقتصادي جورج ميشال ل''الخبر''، إلى أن السقف الجديد الذي يمكن للبرميل أن يصله هو 110 دولار إذا استمرت تداعيات الوضع في الشرق الأوسط في التطور والاحتجاجات الشعبية في التوسع، خاصة أن المنطقة تمثل إنتاجا نفطيا يقدر بأكثر من 22 مليون برميل يوميا، ما يجعل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أهم مموني النفط. في السياق نفس، وبينما يقترب سعر سلة اوبك من الحد النفسي 100 دولار، تجاوز سعر النفط الجزائري صحاري بلند 104 دولار للبرميل، مقابل 103 دولار لبرنت بحر الشمال. ويبقى سعر البترول فوق سقف 100 دولار لخمسة أيام متتالية، ما دفع البلدان الغربية إلى إبداء مخاوف من حدوث صدمة بترولية جديدة على غرار ما حدث في 1973 و1979، رغم أن العديد من الأخصائيين يقللون من مثل هذا السيناريو ويشيرون إلى أن هذا الارتفاع ظرفي وأن الأسعار ستعرف تراجعا، بمجرد بروز مؤشرات إيجابية على الوضع في منطقة الشرق الأوسط، تؤكد عدم إمكانية انقطاع الإمدادات وحركة الملاحة أيضا في قناة السويس التي يسجل فيها نقل ما بين 5,1 إلى 3 ملايين برميل يوميا، يضاف إليها الكميات من النفط التي تمر عبر أنبوب النفط سوميد باتجاه شمال المتوسط. وقد أنهت أسعار النفط جلسة التداول على زيادة في نيويورك مدعومة بالالتباس الذي يلف حركة الاحتجاجات الشعبية في مصر التي حجبت زيادة المخزون الأمريكي، في وقت تسعى الدول الغربية خاصة من خلال الوكالة الدولية للطاقة إلى التحذير من أن برميل نفط مرتفعا جدا سيقوض كافة الجهود المبذولة لإنعاش الاقتصاد العالمي. بينما تؤكد منظمة الدول المصدرة للنفط على أن مشكل السوق ليس في العرض للقيام بزيادة سقف الإنتاج، وأن كميات البترول المتواجدة حاليا في السوق كافية، بل تفوق الطلب الدولي، إذ أن بلدان المنظمة تتجاوز حصصها بقرابة مليوني برميل يوميا. وعلى خلفية وضعية السوق النفطي، قرر عدد من شركات الطيران الدولية رفع أسعار التذاكر، من بينها شركة الخطوط الجوية الفرنسية ''كا أل ام'' و''بريتيش أرويز''، إضافة إلى لوفتهانزا وسنغافورة للطيران. وقد قدرت الزيادات بأربعة أورو إلى 20 أورو وحتى 50 أورو، حسب طبيعة الرحلات الجوية. وتعتبر شركات الطيران أن استمرار زيادة الأسعار يثقل كاهلها، إذ أن نسبة 27 بالمائة من التكاليف يمثلها سعر الوقود وأسعارها تضاعفت بأكثر من 30 دولارا في ظرف أقل من سنتين.