إنّ لِحُسن التّفكّر واستقامَتِه منافع كثيرة وفوائد عظيمة، وقد قال الله تعالى: {... وَكَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة ...} البقرة: 220-219, وقال تعالى: {...إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} الرعد: 3, وقال سبحانه: {قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ...} يونس: 101 روي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ''تفكُّرُ ساعة خيرٌ من عبادة سَنَة'' رواه ابن حِبّان بإسناد ضعيف. والفِكر على أنواع كثيرة، وأشرف أنواعه وأفضلها: الفكر في أفعال الله وآياته، وعجائب مصنوعاته في أرضه وسماواته، ومن أحسَنَ التّفكّر في ذلك أثمر له زيادة المعرفة بالله، وهي الإكسير الأكبر. ومن أنواعه: التّفكّر فيما لله عليك من النِّعم والآلاء الدينية والدنيوية، وحُسن التّفكّر في ذلك يُثْمِر زيادة الحبّ لله، ويحُثّ على الشُّكر لله. ومن أنواعه: أن تتفكَّر في عِظم حق الله عليك، وكثرة تقصيرك عن القيام بحقوق ربوبيته، وحسن التّفكّر في ذلك يثمر الخوف والخشية والحياء من الله تعالى، ويبعث على التّشمير والجِد في طاعته وإقامة حقِّه تعالى.