عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: ''كان رسول اله صلّى الله عليه وسلّم يَبيتُ اللَّيالي المتتابعة وأهلُه لا يَجدون عَشاءً وإنّما كان أكثرُ خُبزِهم الشَّعير'' رواه الترمذي وقال حسن صحيح. وعن أنس رضي الله عنه قال ''لم يأكُل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على خِوانٍ حتّى مات، ولَم يأكُل خَبزًا مُرَقَّقًا حتّى مات'' رواه البخاري. وكان صلّى الله عليه وسلّم يجلِس على الحصير وينامُ عليه، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: دخلتُ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو على حصير، قال: فجلستُ، فإذا عليه إزَارُه، وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثَّر في جنبه صلّى الله عليه وسلّم، وإذا أنَا بقبضةٍ من شعيرٍ نحو الصّاع، وقَرَظٍ (حبٌّ معروف كالعدس يخرُج من شجر العضَاه) في ناحية في الغُرفة، وإذا إهابٌ مُعلَّق، فابتدرت عيناي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''ما يُبكيك يا ابن الخطّاب؟'' فقلت: يا نبيَّ الله، وما لي لا أبكي، وهذا الحصير قد أثَّر في جنبك، وهذه خِزانتُك لا أرى فيها إلاّ ما أرَى، وذاك كسرى وقيصر في الثِّمار والأنهار، وأنتَ نبيُّ الله وصَفوتُه، وهذه خزانتُك! فقال صلّى الله عليه وسلّم: ''يا ابنَ الخطّاب، أمَا ترضَى أن تكون لنا الآخرةُ ولهُم الدُّنيا'' رواه ابن ماجه وصحّحه المنذري.