ساند الروائي واسيني الأعرج ثورة الشباب في مصر عبر مقال نشره بيومية ''اليوم السابع'' المصرية، أول أمس، بعنوان ''سقوط الجملكيات العربية التوريثية''، وكتب أنه تنبأ بسقوط الأنظمة العربية التي تحولت إلى ''جملكيات'' في روايته ''رمل الماية.. فاجعة الليلة السابعة بعد الألف''. اعتبر واسيني الأعرج أن أهم ما حققته ثورتا تونس ومصر هو تدمير الكثير من المسلمات التي حولها الطغيان والظلم إلى حقيقة تثبت الهزيمة المنتهية للشعوب العربية، من بين هذه المسلمات البغيضة: التوريث. كتب صاحب رواية ''الأمير'' في مقاله أنه ''مع بداية رياح الثورة العربية، انتهى عصر التوريث الذي سنّه الحاكم العربي في النصف الأخير من القرن الماضي، والذي تحول بقوة الأمر الواقع إلى سيف ديموقليس المسلط على رقاب الشعوب العربية المنهكة والمنتهكة في أدنى حقوقها''. ويعتقد واسيني أن الشعوب العربية سوف تعرف عصرا جديدا، إذ ''يبدو أن آفاق عالم جديد في الوطن العربي بدأت تلوح بقوة حاملة في أثرها، مثل الوادي الجارف، الآمال الكبيرة، وكذلك الأخشاب الميتة والفضلات التي رماها التاريخ، بعد أن تعفنت وأصبحت معوقًا لكل تحول''. وعاد واسيني في ذات المقال إلى حيث ''نشأت فكرة التوريث البغيضة المعادية لأي نظام جمهوري''، وتساءل: ''كيف تم ابتداع شكل بديل متخلف، كنت أطلقت عليه في سنة 1988 عندما كتبت روايتي ''فاجعة الليلة السابعة بعد الألف''، الجملكية؟''. واعتبر واسيني هذا النظام ''أسوأ ما أنجبته الجمهورية، وأسوأ ما أنتجه نظام الملكية، وأبغض ما احتوته الأنظمة القبلية والبدائية.. منذ تحقيق الاستقلالات الوطنية في العقود الثلاثة المتتالية''. ووصف واسيني الديكتاتوريات العربية بالأبوية، وتظهر حسبه على شكل ''الأب الحاكم، الخائف على وطنه، يذكِّر بقوة بالديكتاتور في أمريكا اللاتينية، كما وصفته أعمال كبار الروائيين من أمثال غارسيا ماركيز، أليخو كاربانتييه، استورياس، وفارغاس يوسَّا وغيرهم، الذين جعلوا من فكرة الأبوة حالة مرادفة لنهايات الطغيان الذي يظن الديكتاتور من خلالها أنه استقر نهائيا، ولا يدرك أنها صورة لبداية تحلّله وموته''.