حذّرت مصادر طبية من استمرار مشكل انعدام ''لقاح مولود الضد زمرة دال'' المعروف ب''أنتي.دي'' المفروض إلزاميا للنساء الحوامل اللّواتي يحملن فصيلة دم سلبية، حيث إن هذا الأخير أصبح مفقودا منذ مدة على مستوى المؤسسات الاستشفائية وعيادات التوليد، وحتى على مستوى الصيدليات بكامل الوطن. تعيش هذه الأيام فئة النساء الحوامل اللّواتي يحملن فصيلة دم سلبية على أعصابهن بسبب المخاطر الكبيرة التي تتهددهن، ولاسيما فيما يتعلق بالقدرة على الإنجاب مستقبلا، حيث إن انعدام الدواء المذكور في الفترة الأخيرة تحول إلى كابوس حقيقي لهذه الشريحة، ولاسيما أن الدواء إلزامي، ويجب تعاطيه خلال مدة زمنية محدودة لا يجب أن تتجاوز 72 ساعة على أقصى تقدير من توقيت وضع الحمل، أو أي حالة إجهاض طارئة قد تعترض المرأة أثناء حملها. وحسب مصادر صيدلانية، فإن هذا الدواء دخل ضمن قائمة الأدوية المفقودة في كل السوق الوطنية منذ عدة أشهر رغم حساسيته وانعكاساته الخطيرة على النساء الحوامل المعنيات بتعاطيه طبقا لسلبية فصيلتهم الدموية، مشددين على حالة الحيرة والقلق التي أصبحت تطبع وجوه المرضى عندما يصطدمون بعدم وجود هذا الدواء في كل صيدليات الوطن رغم عمليات البحث الواسعة عنه في كل مكان، باعتبار أن العامل الزمني المحدود لإلزامية تعاطي هذا الدواء ولاسيما في حالات الإجهاض المفاجئة، زاد من تعميق محنة المرضى، إذ غالبا ما يفشلون في توفير الدواء مع ما يترتب عن ذلك من انعكاسات في المستقبل قد تصل إلى تعقيدات في الإنجاب. من جهته، أوضح السيد عابد فيصل عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصيادلة، بأن المرضى أصبحوا يضطرون إلى جلب هذا الدواء المفقود منذ مدة طويلة من البلدان المجاورة في ظروف غير صحية، كون هذا الدواء يجب أن يُحفظ في درجة حرارة مضبوطة، الأمر الذي لا يتم احترامه في أغلب الأحيان ما ينعكس على مفعوله، مؤكدا بأن هذا الدواء يدخل ضمن قائمة طويلة من الأدوية المفقودة في كل ولايات الوطن، وصلت إلى 231 دواء ثلاثة أرباعها أدوية معالجة لأمراض مزمنة، دون أن تتدخل الوزارة الوصية.