أخذت انتفاضة الشعوب العربية حصة الأسد في خطبة الجمعة بمساجد الخرطوم أمس، ووصف بعض الأئمة الحكام العرب بالطغاة، وبأن بعضهم عملاء لإسرائيل وللولايات المتحدةالأمريكية. وخصّص الإمام الخطيب للمسجد الكبير بالعاصمة السودانية الخرطوم، خطبتيه للحديث عن الأنظمة العربية ''الفاسدة''، واعتبر بأن سقوط محمّد حسني مبارك في مصر وزين العابدين بن علي بتونس يؤكد أن حبل الظالمين قصير، وبأن من وصفهم بالدكتاتوريين، قهروا شعوبهم العربية المسلمة. وقال الإمام الخطيب وهو ينتقد حكم مبارك ونظامه ''لقد لقي هذا الطاغية والظالم والعاصي جزاءه بعد الثورة المباركة للشعب المصري التي اندلعت في 25 جانفي الماضي، وقد كان مبارك هذا ظالما ومستعليا على شعبه وعلى كل الشعوب العربية منها شعب السودان، وقد لقي مصير السادات وعبد الناصر من الحكّام الظالمين''. ووصف الإمام الخطيب للمسجد الكبير أن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بالطاغية والمستبد ''الذي منع رفع الأذان وارتداء الحجاب، فيما نصّب معمر القذافي رئيس ليبيا نفسه ملك ملوك إفريقيا دون أن ندرك سبب ذلك، وسيأتي دوره كذلك''، مضيفا ''مبارك وأمثاله عملاء لإسرائيل لقد أذلوا أنفسهم وقهروا شعوبهم''، مضيفا ''جعل مبارك مصر سجنا كبيرا، وقد أمر بغلق معبر رفح وترك سكّان غزة يواجهون نيران إسرئيل، وسيسأل على كل قطرة دم سالت ببلده وبلاد المسلمين''. وأضاف الإمام ''الأنظمة العربية تعمل ضد الإسلام، وحين تفرز الديمقراطية نظاما إسلاميا فإنهم لا يقبلون بذلك''، مضيفا ''مبارك لم يكن يختلف عن فرعون مصر وقد لقي مصير كل الحكّام المستبدين''. واعتبر الإمام، وهو يحوّله خطبته إلى مواقف سياسية واضحة للسودان بأن انفصال الجنوب عن الشمال ''يخدم السودان، وسنصبح بعد اليوم رائد البلدان العربية والإسلامية، ونتمنّى أيضا أن تصبح مصر ما بعد مبارك رائدة بشعبها الطاهر الشجاع''.