شهداء الحرية في تونس يلهمون شرفاء مصر. يبدو أن ثورة الكرامة أخذت طريقها إلى أرض الكنانة. لا بد أن نظام حسني مبارك مرعوب أمام المسيرات الهادرة والاحتجاجات التي بدأت تنتشر في المدن والأرياف. المقهورون قرروا أن يُسمعوا صوتهم عاليا، ضد نظام عمره ثلاثون سنة من الامتهان والفساد والقمع. صورة سقوط طاغية تونس، زين العابدين بن علي، وهروبه بجلده، أمام صيحات أحرار تونس، لا تغادر مخيّلة جميع الطغاة في المنطقة العربية، ولعل حسني مبارك أكبرهم، وأقساهم على شعبه، وأكثرهم خذلانا لأمته العربية والإسلامية. المصريون الذين خرجوا إلى الشارع يئسوا من الأحزاب السياسية، كما يئسوا من النظام نفسه. فقرروا أن يتحركوا جميعا في صف واحد. وإذا كان تحرير تونس من دكتاتورية بن علي قد أعطى جرعة من الأكسجين للتونسيين، وألهم كل الأحرار والمقهورين في الدول العربية، فإن انتصار الحرية في مصر، سيكون، إذا حصل، قيامة صغرى بالمنطقة. حينها ستنقلب الأمور رأسا على عقب. سقوط نظام مبارك على أيدي شرفاء مصر، سيزلزل الأرض ومن عليها. ومهما كان خوف رموز القمع في مصر على سقوط النظام، وانتصار الحرية، فإنه لا يضاهي خوف حلفائهم في الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل بالتحديد. ولا أتصور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بن يامين نتنياهو، إلا منشغلا بما يجري عند الجيران، وكأن المسيرات والمظاهرات تدك قلب تل أبيب. فهو يعرف أن أمة هائلة قوامها 80 مليونا من المصريين الأحرار لن يقبلوا الهوان أبدا، ولن تركبهم إسرائيل أو غير إسرائيل، ولن يلعبوا دور وكيل أعمال العدو الصهيوني في المنطقة. انتصار الحرية في مصر يخيف أعداء الأمة. يرعب الصهاينة المجرمين، أكثر مما يخيف الطغاة العرب أنفسهم. والخوف أكبر على حسني مبارك، إذا اضطره الشعب المصري الغاضب إلى الهروب، مثل زميله بن علي، أن ترفض تل أبيب استقباله، لأن الشارع هناك لا يقبل أيضا بالدكتاتورية. [email protected]