الولايات المتحدة قلقة من انتشار السلاح وتحركات مفترضة لإرهابيين الجزائر الدولة الأولى التي حاربت الإرهاب وهي اليوم ليست كما عرفناها قبل 15 عاما أفاد مسؤول أمريكي كبير أن الجزائر ترفض مبدأ التدخل العسكري الأمريكي في ليبيا، واستبعد اللجوء إلى حل عسكري ضد ليبيا ''لأن القوات المرابطة قرب شواطئها مطلوب منها إلى حد الساعة أداء مهمات إنسانية لا أكثر''، لكنه شدّد أيضا أن بلاده تعتبر الزعيم الليبي معمر القذافي ''فاقدا للشرعية وعليه الرحيل''. نقل منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية، السفير دنيال بنجامين، قلق بلاده من إمكانية أن تستثمر جماعات متطرّفة مجريات الأحداث في ليبيا ''بأن تستفيد الجماعات الإرهابية من هذه الأحداث.. في الحقيقة، نحن نتابع بقلق ما يجري في ليبيا، وجاهزون لمنع الإرهابيين من الاستفادة من هذا الوضع الجديد''. وسئل بنجامين في ندوة صحفية عقدها أمس بسفارة بلده في الجزائر، إن كان لقاؤه بمسؤولين جزائريين درس التطورات الأمنية على خلفية ما يجري في ليبيا، فقال: ''أكيد نحن قلقون، والجماعات الإرهابية حسب علمنا تحاول الاستفادة مما يجري''. ويقول بنجامين: ''يجب أن يبقى الحذر قائما في منطقة الساحل''. وتابع: ''الأمر الإيجابي الوحيد إلى حد الساعة أننا لم نرصد بعد تطورا لنشاط الإرهابيين في الساحل في هذه الفترة، ونراقب ما قد يحدث لاحقا''. وأبدى المسؤول الأمريكي، الذي ناصفه رئاسة اللجنة الأمنية عن الجانب الجزائري، كمال رزاق بارا، مستشار لدى رئيس الجمهورية، مخاوف من ''انتشار السلاح في ليبيا''، وقال إنه صارح الجزائريين بأن: ''واشنطن لا تحبّذ رؤية تلك الكميات من السلاح دون رقيب، حيث تستفيد جماعات متطرفة منه.. ونحن نتوقع لا محالة أن القاعدة لن تبقى مكتوفة الأيدي تتفرج.. لذلك، يجب مساعدة الليبيين''. وإذا كان أسطول حربي أمريكي يرسو قرب شواطئ ليبية، ومعه تساؤلات إن كان مجلس الأمن أو واشنطن قد يأمره بالبدء في الحل العسكري، رد دنيال بنجامين: ''الرئيس أوباما رخص للجيش الأمريكي لمساعدة المدنيين ونقلهم خارج ليبيا، ومنهم مصريون كثيرون.. لذلك، قواتنا القريبة من ليبيا مهامها إنسانية وليس أمرا آخر''. كما نفى سيناريوهات تتحدث عن محاولة أمريكية لاستغلال الوضع لتحقيق فكرتها في إقامة قاعدة عسكرية (أفريكوم) عبر حجة تمسك القذافي بالحكم. وكشف دنيال بنجامين أن مشاوراته مع المسؤولين الجزائريين ''لم تناقش كثيرا مسألة التدخل العسكري.. لكن الجزائر ترفض مبدأ التدخل وعبرت لنا عن ذلك''، وكشف أن هدف بلاده هو ''مساعدة الليبيين وفقط، لأننا نعتبر القذافي قد فقد شرعيته تماما في قيادة ليبيا''. وتمنى المسؤول الأمريكي أن تتجاوب حكومات المنطقة مع مطالب شعبوها لتفادي سيناريوهات غير طبيعية ''لذلك، الرئيس أوباما حيى الجزائر لرفع حالة الطوارئ التي تمهد لتحقيق فرص أكبر للحرية والنقاش السياسي الحر.. المرحلة تستدعي حوارا بين الحكومات والشعوب''. وصرّح بنجامين عن زيارته للجزائر قائلا: ''لقد عقدنا جلسات العمل الأولى للمجموعة، ويعتبر ذلك خطوة هامة ستساعدنا على ضمان الأمن والسلم والتطور لسكان المنطقة''. وبعد أن أشار إلى أن الإرهاب ''يبقى ظاهرة يجب القضاء عليها''، ذكر بأن الجزائروالولاياتالمتحدة عازمتان على مكافحة الخطر الإرهابي، واصفا الجزائر بأنها ''الدولة الأولى التي حاربت الإرهاب والعنف، وهي اليوم ليست كما عرفناها قبل 15 عاما، وهذا الأمر يفتح للجزائر باب التنمية الاقتصادية والاجتماعية''. كما شكر دنيال بنجامين تكفل الجزائر بنقل أمريكيين على متن باخرة (طاسيلي 2) التي عادت أول أمس من ليبيا.