تابع جمهور مقبول من عشاق الفن الرابع، أمسية أول أمس، العرض الشرفي لمسرحية ''قهوة الرمانة'' للمخرج علي عبدون، المقتبسة عن نصوص محمد ديب، وذلك بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان. ورفع الستار على أحداث المسرحية، بوصلات أندلسية من توقيع فرقة برويقات، وسط ديكور بسيط، ضم النسيج التقليدي مكانا للجلوس، تخطه رسومات من التراث الأمازيغي، ليطل نادل المقهى المجسد لشخصية ''عمي الزبير'' التي جسدها زبلاح بومدين، حاملا صينية شاي ومناديا بلهجة تلمسانية ''يالهايم في سيدي حامد وفي دروب المدينة أجي تشرب شاي''. وبدا ''القوال الأول'' الذي جسده عبد الكريم بن حرازم مرتبكا وغير متحكم في نصه الذي أداه على مدى 25 دقيقة ، ناقلا يوميات ''مقهى الرمانة'' في عز البرد وشتاء المدينة الطويل، ورغم ذلك كسب تعاطف الجمهور وتفاعله، في بعض المقاطع التي قدمها، ليبقى اكتشافا يستحق التشجيع. فيما ظهر الممثل كمال رويني ''القوال الثاني''، متحكما في دوره ''جحا''، الذي قدمه في قالب درامي، يروي يوميات ''مقهى الرمانة'' في عز الصيف، وانتعاش المقهى بأغاني ''البلاغجية'' وأغاني ''الدرازة''، وأحاديث رواد المقهى عن الاستعمار، لينتهي دوره باقتحام عساكر الاستعمار للمقهى، واعتقال رواده. وتبرز ''ورشة القوالة'' في ''ثالث قوال'' جسده الربيع مقراني، في أحداث تمزج بين الواقع والخيال، مشرحة لفلسفة الموت في كتابات ديب، لم تخلو من الرمزية والإسقاطات على راهن المجتمع الجزائري في خمسينيات القرن الماضي. وانتقلت المسرحية من المأساة إلى الملهاة، من بطولة الطفلين زينب بليعقوبي والعلام إناس، روت تفاصيل عرس تلمساني بحلوه ومره وأزيائه المتميزة. وقد أعادت ''مقهى الرمانة'' إلى الأذهان، شخصيات ووجوه تلمسانية تركت بصماتها على شوارع المدينة، كشخصية حمو البلاص وشخصيات أخرى حضرت في أدب محمد ديب، فضلا عن لالة عيني، ديدي باراشو وعرفية الصعلوكة. يذكر أن ''مقهى الرمانة'' من إنتاج تعاونية ''العفسة للمسرح''، وهي ثالث عمل يعرض في إطار ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية .''2011