دعا الخبير الدولي والباحث في المخاطر الصناعية، بلخثير عبد العزيز، في تصريح ل ''الخبر'' أمس، بوهران، الحكومة الجزائرية، إلى استخلاص العبرة من حادثة مفاعل فوكوشيما الياباني في إطار البرنامج النووي الجزائري لأغراض مدنية، وركز على ضرورة اقتناء تقنية إنتاج الطاقة النووية الأكثر أمانا مع القيام بدراسات معمقة حول موقع تشييد المفاعلات. اعتبر الدكتور بلخثير الباحث والأستاذ الجامعي في جامعات باريس 1 و12 و13 بفرنسا، على هامش لقاء مع المؤسسات الصناعية بغرفة التجارة والصناعة بوهران، أن حادثة انفجار المفاعل بفوكوشيما اليابانية جراء الزلزال والتسونامي لا يجب أن تحجب أهمية استعمال الطاقة النووية. ودعا الخبير الحكومة لاستخلاص الدرس من الحادثة قبل تجسيد بروتوكولات الاتفاق والحرص على جلب تقنيات الإنتاج النووية التي تتوفر على أكبر هامش من الأمان. وكشف في هذا الصدد، وجود ثلاث تقنيات صناعية لإنتاج الطاقة النووية، منها الأمريكية واليابانية التي أثبتت نقص نجاعتها، والفرنسية التي تعتمد على تكنولوجية ''الدفاع العميق'' لحماية المفاعل من الانفجارات، بالإضافة إلى نظامين دفاعيين آخرين على شكل ''قشور البصل'' لتفادي تسرب الإشعاعات. في نفس السياق، طالب القائمين على المشروع بإجراء دراسات معمقة حول القشرة الأرضية لموقع إنجاز المفاعل لتفادي الزلازل وإقامته بعيدا عن المواقع المائية كالسواحل، على غرار المحطة النووية التي أنشأتها الولاياتالمتحدةالأمريكية في سواحل فلوريدا بالنظر للمخاطر الكبيرة على السكان والبيئة على حد سواء. في سياق آخر، استخلص الباحث أن الطاقة الشمسية التي تزخر بها الجزائر هي أحسن بديل طاقوي للمحروقات بالنظر لمزاياها البيئية وتفادي تلويث المحيط، وحتى استعمال الرياح كطاقة بديلة لم يحن وقتها نظرا لتكلفتها المالية المرتفعة للطاقة المنتجة.