طعن الدكتور عزيز بلخثير، خبير ونائب مدير عام مكلف بالبيئة والمخاطر الصناعية بوزارة البيئة والتنمية المستدامة الفرنسية في تصريح ل''الخبر'' نجاعة التكوين الذي قدمته شركة ستاتويل النرويجية لعمال سوناطراك، لأن البرامج مستوحاة من تجارب غربية ودعا لإجراء تقييم على 45 ألف مستفيد من التكوين من أصل 120 ألف عامل في إطار برنامج قدّرت تكلفته الرئيس المدير العام الأسبق محمد مزيان بقرابة 5,1 مليار دولار لمدة ست سنوات. انتقد الخبير على هامش ورشة عمل حول ''تأمين سير العمل'' من تنظيم مديرية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بغرفة التجارة والصناعة وهران، أمس، اعتماد شركة ''ستاتويل'' النرويجية على برامج مستوحاة من تجارب غربية محضة كمادة لتكوين عمال سوناطراك على برنامج ''سايف بيهافيور''، لأنها لا تتلاءم مع البنية العقلية للعمال الجزائريين التي تتجاوب أكثر مع تجارب محلية محضة. كان من الأجدر حسب المتحدث ''تشخيص معمّق لاحتياجات عمال سوناطراك في مجال التكوين وعدم التسرع في التعاقد مع مؤسسة عالمية فقط للتباهي بأن تسيير سوناطراك يستجيب للمعايير الدولية''. وللاستدلال على كلامه، دعا المسؤولين إلى إجراء تقييم تجربة التكوين التي استفاد منها 45 ألف عامل بتكلفة 10 ملايين سنتيم للعامل الواحد منذ سنة 2007 لغاية فسخ الاتفاقية مع شيراطون وهران قبل انقضاء مدة العقد الممتدة لغاية 2013 بقرابة مليون أورو. جاء قرار الفسخ في أعقاب فضائح التسيير التي عرفتها شركة سوناطراك بعد المتابعة القضائية لمسؤولها الأول وإطارات آخرين في الشركة. تعرضت اتفاقية التكوين مع الفندق لانتقادات كثيرة خاصة من طرف إطارات داخل شركة سوناطراك نفسها. واتهموا المسؤولين بتبذير أموال الشركة في برامج تلتهم الملايير في فنادق فخمة ودون جدوى على الواقع. واستدل بعضهم بحادث الحريق الذي أتى على مركز التكوين بعين البية في جويلية 2007 وأودى بحياة ثلاث إطارات من الشركة واستخلصوا بناء على محتوى التقارير الموجهة للمديرية العامة بشأن الحادث بأن سوناطراك تفتقد لأدنى الوسائل الأمنية البسيطة على مستوى الوحدات. أكد أن ''التسيير البيروقراطي لشركة سوناطراك عائق لتطبيق المعايير العالمية في مجال الأمن الصناعي والمخاطر بسبب ثقافة السرية والغموض التي تطبع المؤسسة''. في نفس السياق، تأسف المتحدث لعدم استخلاص السلطات العمومية للدروس من حادث انفجار سكيكدة قائلا ''كل الطلبة في الأمن الصناعي القادمون من سكيكدة يشتكون من قلة المعلومات التي تقدم لهم لإجراء بحوثهم بسبب سرية المعلومات ويكتفون بتحرير التقارير فقط دون تثمين هاته الأخيرة وصياغتها لتكون حلول ميدانية ملموسة''. على صعيد آخر، يرى الدكتور بلختير الجهة الساحلية الغربية أصبحت تتهددها مخاطر صناعية وبيئية كبيرة جراء التمركز المكثف لعدة مصانع في مجال الطاقة على طول ساحل وهران لغاية عين تموشنت. دعا بالمناسبة إلى تفعيل الدور الرقابي للدولة على المنطقة الصناعية لأرزيو بمنح السلطات المحلية صلاحيات فعلية لممارسة مراقبة دورية ومستمرة على نشاط شركة سوناطراك لتفادي وقوع كوارث شبيهة بانفجار سكيكدة، لأن تدابير الرقابة الداخلية للشركة غير كافية.