ألان جوبي: ''نرفض الطلب ولا يمكن التفاوض بمثل هذه القواعد'' طلب تنظيم القاعدة في الساحل من الحكومة الفرنسية فدية قدرها 90 مليون أورو، نظير إطلاق الرهائن الفرنسيين الأربعة المختطفين في النيجر منذ شهر سبتمبر الماضي. ويتعلق الأمر بكل من دانيال لاريب، إطار في مجمع ''أريفا''، بمعية تيري دول، بيار لوغراند ومارك فيرات، وهم كلهم من جنسية فرنسية. كما اشترط التنظيم إطلاق سراح عناصره المسجونين في عدة دول، من بينها في فرنسا. كشفت مصادر نيجيرية وصفتهم وكالة الأنباء الفرنسية بأنهم مقرّبين من الوسطاء، أن تنظيم القاعدة في منطقة الساحل الذي يحتجز 4 فرنسيين من عمال شركة ''أريفا''، قد اشترط مبلغ فدية قدره 59 مليار فرنك إفريقي، أي ما يعادل 90 مليون أورو، لإطلاق سراح الرهائن. وتكشف هذه المعطيات أن الاتصالات بين الفرنسيين وعناصر تنظيم عبد المالك دروكدال قد قطعت أشواطا كبيرة من المفاوضات، وقد تجاوزت مرحلة تبادل أشرطة الفيديو التي تثبت بقاء الرهائن على قيد الحياة. ولم يكتف تنظيم القاعدة بالفدية المالية، بل ذكر الوسطاء في منطقة قاو في شمال مالي، أن التنظيم الإرهابي يطالب أيضا بإطلاق سراح عناصره المسجونين في بعض الدول، منها فرنسا، دون أن يسمي الدول الأخرى. وعكس المرات السابقة، لوحظ أن التنظيم قد رفع من سقف مطالبه بشكل لم يسبق له مثيل، مقارنة بما كان يطالب به في اختطافاته الماضية، وهو ما يرجح فرضية دخول زعيم القاعدة أسامة بن لادن على خط المفاوضات، وهو الذي طالب فرنسا بسحب قواتها من أفغانستان ووقف التضييق على المسلمين في فرنسا، إن كانت تريد استرجاع رهائنها في النيجر. ولا تستبعد مصادر أخرى أن مطالبة تنظيم القاعدة بفدية قدرها 90 مليون أورو مرده لكون الأمر يتعلق بعمال تابعين لشركة ''أريفا'' التي تملك من الإمكانيات المالية ما يجعلها لا تجد حرجا في تسديدها دون أي عناء نظير استرجاع عمالها سالمين. كما يكون تنظيم عبد الحميد أوزيد الذي يحتجز الرهائن الفرنسيين، قد رفع من سقف مطالبه، ومرد ذلك مقتل عنصرين من تنظيمه في العملية العسكرية التي قامت بها قوة فرنسية خاصة في النيجر في شهر نوفمبر الماضي لتحرير رهينتين فرنسيتين تم اختطافهما من طرف مختار بلمختار، قبل أن تلقى الرهينتان حتفهما في تلك العملية. وفي أول رد فعل لها، أعلنت الخارجية الفرنسية عدم قبولها مطالب تنظيم القاعدة. وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية، أمس، في تصريح للصحافة في بروكسل، إنه ''لا يمكن التفاوض بمثل هذه القواعد''. وتأتي هذه التطورات في أعقاب إقدام تنظيم القاعدة على إطلاق سراح الفرنسية فرنسواز لاريب بمعية عامل ملغاشي وآخر طوغولي في نهاية شهر فيفري الفارط، في منطقة قريبة من الحدود النيجرية المالية الجزائرية.