خرج القادة الأوروبيون، مساء أمس، في اجتماعهم حول تسيير العمليات العسكرية في ليبيا، بالاتفاق على إسناد القيادة العسكرية إلى حلف شمال الأطلسي ''ناتو''، خلفا لقيادة التحالف الفرنسية البريطانية الأمريكية. على أن تنتقل القيادة للناتو ابتداء من يوم الإثنين أو الثلاثاء. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن دبلوماسي بأن ''الدول العضوة في حلف الناتو اتفقت على اتخاذ الإجراءات من أجل تسلم القيادة من قوات التحالف الإثنين أو الثلاثاء''. وكان وزير خارجية تركيا، داود أوغلو، أكد بأنه تحدث مع كل من وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وأكدوا له بأن قوات التحالف ستسلم القيادة إلى حلف الشمال الأطلسي. وقد جاء الإجماع خلال اجتماع لممثلي الدول العضوة في الحلف ببروكسل، ووضعوا بذلك حدا لجدل دام أسبوعا حول قضية تسيير العمليات العسكرية. وجرى الاتفاق أيضا على أن تدير القيادة السياسية للعمليات مجموعة اتصال للدول المشاركة في الحظر الجوي. وكانت فرنسا قد عارضت من قبل أن تسند المهمة للناتو، وفضلت أن تبقى بين أيدي قوات التحالف حتى لا تمتنع الدول العربية من المشاركة. وهو ما خلف انقساما كبيرا في مواقف الاتحاد الأوروبي حلف الأطلسي. وكان قد وافق البرلمان التركي، مساء أمس، على مشاركة البحرية التركية في منع وصول أسلحة لنظام القذافي عبر البحر، في حين طالبت تركيا، أمس، بأن تكون السيطرة على جميع العمليات العسكرية في ليبيا لحلف شمال الأطلسي وحده، معبّرة عن تشككها في أن بعض الشركاء الذين يسعون إلى التحرك خارج إطار الحلف عيونهم على الثروة المعدنية لليبيا. كما كانت قد اشترطت تركيا وقف الضربات الجوية للحلفاء قبل تكليف حلف الناتو بمتابعة تطبيق الحظر الجوي على ليبيا. وجرى حديث قبل الاجتماع على لسان دبلوماسي غربي بأن حلف شمال الأطلسي وضع اللمسات الأخيرة على الجزء الأساسي من بنيته لقيادة هذه المهمة. وستتمركز قيادة عمليات التحركات اليومية في القيادة الخاصة بالعمليات البحرية في قاعدة الحلف في نابولي بجنوب إيطاليا، وستجري قيادة العمليات الجوية في قاعدة بودجو ريناتيكو في شمال إيطاليا وفقا لما أعلن عنه المصدر الغربي. وأضاف أن الإشراف الشامل على العمليات سيجري من المقر العام للقوات الحليفة في بلجيكا، وأنه من المقرر أن يتم الإشراف على المهمات الجوية من قاعدة إزمير في تركيا.