أكدت أغلب وسائل الإعلام الموريتانية الصادرة خلال هذا الأسبوع، أن الرهائن الإسبان الثلاثة يوجدون لدى تنظيم القاعدة في شمال مالي، ورجحت معلومات استخباراتية مالية أن يكون الرهائن قد تم اختطافهم من قبل عناصر إرهابية من دول إفريقية انضمت مؤخرا للتنظيم الإرهابي في الصحراء· ذكرت وسائل الإعلام الموريتانية أن ما يؤكد هذه الفرضية كون أن الرهائن الثلاثة تم اختطافهم من ساحل المحيط الأطلسي، حيث خطفوا في الطريق بين مدينتي نواديبو ونواقشط إلى الحدود المالية الموريتانية، على مسافة تتراوح بين 1300 و2000 كلم، حسب الطريق أو المسلك الذي يسلكه الخاطفون، حيث توجد عدة مسالك وطرق فرعية، منها الطريق الأبعد والأكثر أمنا الذي يمر عبر عرق ''الشباشب'' أو الشماشم في الشمال الشرقي، ثم الطريق الذي يخترق منطقة عرق الجوف أو ''الميريي''، وهو الطريق الذي يسلكه مهربو المخدرات، خاصة الأفارقة الذين يعرفون جيدا هذه الطرق، في وقت أن عناصر التنظيم الإرهابي المسمى بالقاعدة في المغرب الإسلامي يتعذر عليهم كثيرا معرفة هذه الطرق، وغالبا ما يستعينون بسكان من المنطقة يتم ضمهم إلى التنظيم الإرهابي للاستعانة بهم كدليل لهم في المناطق الصحراوية الوعرة· وتسعى الجزائر ودول أخرى كمالي وموريتانيا إلى استعمال القوة العسكرية لتحرير الرهائن، في حين أن إسبانيا تطالب بالتريث وإعطاء وقت للمفاوضات، وهو أمر يتعارض مع الاقتراح الجزائري الذي غالبا ما طالبت به، بل وعرضته على الأممالمتحدة يحرم منح فدية للإرهابيين مقابل إطلاق الرهائن· ومن الواضح أن أجهزة الأمن المشتركة التي تواصل التحقيق، قد توصلت إلى معلومة مؤكدة هي أن جماعة يحيى جوادي الإرهابية هي المسؤولة عن عملية الخطف الأخيرة، وقد يعني هذا أن العملية العسكرية لتحرير الرهائن باتت محل إجماع· وقد انحصرت عملية البحث عن الخاطفين في منطقة عرق الشباشب شمال شرقي العاصمة نواقشط، وهي المنطقة التي توصل إلى الحدود المشتركة بين الجزائر وموريتانيا ومالي، وهي أيضا الطريق الأكثر أمنا للإرهابيين· وتشهد منطقة الحدود الجنوبية الغربية للجزائر، في الأيام الثلاثة الماضية، تحليقا مكثفا لطائرات عسكرية جزائرية·