قال مسؤول عن تقصي الحقائق بشأن انتهاكات نظام زين العابدين بن علي، إن الرئيس المخلوع أعطى أوامر خلال الانتفاضة التي سبقت الإطاحة به بضرب أحد أحياء مدينة القصرين بالقنابل. وقال توفيق بودربالة، رئيس اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق في التجاوزات والانتهاكات خلال تلك الفترة، حسب تقارير إعلامية أمس، إن بن علي أعطى الأوامر لضرب منطقة حي الزهور بالقصرين بالقنابل. وأضاف أن ''النية كانت واضحة لإركاع الجهة وإذلال المواطنين بها... والعمل كان جماعيا، من أجل القتل العمد''. وكانت السلطات التونسية طلبت في فيفري الماضي من السعودية تسليمها بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي. وكان حي الزهور الشعبي المكتظ بالسكان في مدينة القصرين قد استهدف بشكل خاص بالقمع من قوات النظام الذي كان يعيش أيامه الأخيرة في جانفي الماضي. وقد قتل 23 شخصا في المدينة في صدامات عنيفة بين السكان وقوات الأمن قبل فرار بن علي في 14 جانفي إلى السعودية، بحسب بودربالة. وقال إن تحقيقات اللجنة ''أظهرت أنه تم استخدام الأسلحة النارية بهدف القتل. وأغلب الإصابات التي تمت معاينتها كانت في مستوى الرأس والقلب، وأن القمع جرى بشكل جماعي''. وتابع أن ''الأمر يتعلق بقناصة تابعين لقوات حفظ النظام''. وأشار رئيس اللجنة إلى أن ''عمل اللجنة يواجه بعض الصعوبات الخاصة بالتثبت من أعوان الأمن المتورطين باعتبارهم كانوا يعملون بأسماء حركية''، كما عملت الحكومة الانتقالية التونسية على التحرك أكثر في اتجاه الإسراع في إيقاف المذنبين ومحاكمة المتورطين في عمليات القتل والقمع. وقتل أكثر من مائتي شخص خلال الاضطرابات التي بدأت في سيدي بوزيد إثر انتحار الشاب محمد البوعزيزي في المدينة حرقا.