دخل الرئيس المخلوع حسني مبارك في حالة نفسية متردية، وطلب من المحققين معه معاقبته وحده مع إخلاء سبيل نجليه علاء وجمال، وكذلك عدم التحقيق مع زوجته سوزان ثابت، وقال أثناء التحقيق معه إن وزير الداخلية السابق حبيب العادلي غرر به، وأوضح قائلا ''حاسوبني وحدي لا تحاسبوا أولادي''. أشارت مصادر في تصريحات خاصة ل''الخبر'' أن مبارك ثائر بشكل غير طبيعي، خاصة بعدما علم بخبر نقله إلى القاهرة ليقبع في أحد مستشفيات القوات المسلحة، ويرجح أنه مستشفى المركز العالمي الطبي، ورفض تناول الدواء متمنيا الموت قبل أن يحاكم. وأضافت أن مبارك يعاني منذ الأمس بانخفاض في الضغط والسكر. وكان النائب العام قد قرر بنقل مبارك لأحد المستشفيات العسكرية تحت الحراسة المشددة، لأنه خاضع للحبس الاحتياطي، مشيرا إلى أن التحقيق مع مبارك سيستغرق ما يقرب من06 أشهر. ومن المقرر أن يعرض مبارك على فريق طبي قادم من أمريكا خلال اليومين القادمين، وفي حالة إثبات تحسن صحته سيلحق بحكومته ورجال نظامه في سجن طرة، ليكون أول رئيس عربي يسجن ويحاكم. وفي سياق متصل سيخضع مبارك ونجليه لتحقيق معهم أمام جهاز الكسب غير المشروع هذا الأسبوع بتهم الاسيتلاء على المال العام وتضخم الثروة. وفي سياق آخر، أقيمت صلاة الغائب على أرواح شهداء الثورة بعدة مساجد مصرية أمس عقب صلاة الجمعة، احتفالا بالقبض على الجناة، ففي الموروث الثقافي المصري أن القتيل لا يقبل عزاؤه إلا بعد القصاص من القاتل. بينما قامت مساجد أخرى بأداء ركعتي شكر لله على تحويل مبارك ونجليه للتحقيق وقرب المحاكمة. ومازالت فرحة المصريين تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت ''فايسبوك''، وطالبوا بترحيل مبارك لسجن طرة أو ''بورتو طرة'' كما يصفونه، ليسجن ويؤدب حبيب العادلي ونظيف. وحول محاكمة مبارك أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، خبير بمركز الدراسات السياسية والأستراتيجيه بالأهرام، أن التحقيق مع الرئيس السابق حسني مبارك أسقط الكنز الذهبي للديكاتورية في الوطن العربي، وكشفت الستار عن عورة الديكتاورية والاستبداد، وكما كانت الثورة المصرية شرارة لاشتعال ثورات في الوطن العربي، ستكون محاكمة مبارك سبيلا لحزمة ضخمة من الإصلاحات السياسية والاجتماعية في الوطن العربي والإسلامي ككل، فمبارك أصبح فزاعة لكل الحكام، وبدون إصلاحات سيكون مصيرهم السجن مثله ومحاكمته. وأضاف هاشم ل''الخبر'' أن هناك رسالة تبعث بها محاكمة مبارك للشعوب العربية، حيث ستعطي مزيدا من الشجاعة للخروج على الأنظمة التي لا تلبي طموحات شعبها، وتوقع هاشم أن تغير الثورات العربية شكل الخريطة السياسية في كافة الدول العربية، مؤكدا أن إرادة الشعوب هي الحاكمة. واستدرك قائلا ''ولن يبق ديكتاتور على كرسي الحكم بمجيء 2013 وحينها ستتغير كافة الدساتير العربية لتصاغ على ثلاثة أشياء حرية-ديمقراطية-تداول سلطة''، وأشار أن الثورة المصرية لم تسقط التوريث في مصر فقط، ولكن ألغت مشاريع التوريث في كل الوطن العربي بكافة أشكاله وأطيافه.