وفرت مدينة تلمسان، أمس، استقبالا كبيرا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي ترجّل شارع العقيد لطفي لمدة ست دقائق وسط حشود جماهيرية كبيرة استقدمت من مختلف بلديات الولاية والولايات المجاورة مثل عين تموشنت وسيدي بلعباس ووهران. وكان في استقبال بوتفليقة، وهو يدشن المحطة الجديدة لمطار مصالي الحاج، رئيس الجمهورية السابق، السيد أحمد بن بلة، وأفراد من عائلة مصالي الحاج. تلونت مدينة تلمسان، أمس، بألوان الفريق المحلي لكرة القدم الوداد ''الأزرق والأبيض''، من كثرة عدد أعوان الأمن الذين سخروا لهذه المناسبة. كما ''سخرت'' الإدارة المحلية مجموع إطاراتها ومستخدميها منذ أسبوعين، ولم يغادروا مناصبهم طيلة 15 يوما الماضية، ليسهروا على إنجاح هذه الزيارة الرئاسية الثانية للولاية في العهدة الثالثة. وكانت المدينة قد عاشت، قبلها سهرة أول أمس، حدثين. الأول يتمثل في الخطاب الذي كان منتظرا أن يلقيه الرئيس في هذه المدينة. إلا أنه اختار أن يتوجه إلى الأمة عن طريق التلفزة. هذا الخطاب تسبب في تأخير الانطلاق الشعبي لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' باستعراض ''قافلة الحضارة'' إلى غاية انتهاء خطاب الرئيس. ولقد سارت الشاحنات 22 ومقطوراتها، وسط حشود كبيرة من المواطنين. حيث خرجت العائلات التلمسانية لمشاهدة القافلة مع ما تحمله من مجسمات ولوحات فنية تختصر معالم الحضارة الإسلامية. إضافة إلى استعراض فرق فلكلورية ترمز لكل الدول الإسلامية المشاركة في هذه التظاهرة. وصنعت الفرقة الفلكلورية التي ترمز لجمهورية تونس الشقيقة ''الحدث''. حيث صفق لها الجمهور مطوّلا. وعندما وصلت قبالة المنصة الشرفية التي توسطتها السيدة خليدة تومي، وقفت هذه الأخيرة وحيّت بحرارة ''تونس''. ولقد زاحمت الزيارة الرئاسية، أمس السبت، عادات التلمسانيين، الذين يغتنمون اليوم الثاني لعطلة نهاية الأسبوع للتسوق. حيث لم يستغرق نشاط سوق القيصرية ومحيطها سوى سويعات، وبدأت المحلات والمقاهي تغلق أبوابها في حدود الساعة العاشرة والنصف بأمر من مصالح الأمن، التي اصطفت بأعداد كبيرة في الطرق والأزقة المحيطة بشارع العقيد لطفي وساحة المسجد الكبير، التي أغلقت تماما. وفي حدود الساعة منتصف النهار وست دقائق وصلت سيارة الرئيس. وانطلق البارود ليصاب أحد الخيالة بطلقة عندما انفجرت بندقيته التقليدية في يده، ليتم إسعافه. وكانت الساحة ملتهبة بالأهازيج ودقات الطبول والقرقابو. وخرج الرئيس من السيارة، وترجّل لمدة ست دقائق، وحيا مستقبليه وتبسم لهم، ووراءه كان الوزراء يهرولون. ليركب سيارته وينصرف. ليزور المسور، سيدي بومدين وغيرها من المعالم التاريخية في المدينة. وكان كل الذين تابعوا هذه الزيارة ينتبهون إلى حالة الرئيس، بعد أن شاهدوا حالته وهو يخاطب الأمة أول أمس، عبر التلفزيون. وفي هضبة ''لالا ستي'' دشن الرئيس فندق ''ماريوت'' الذي يعد تحفة فنية. وأشرف على مأدبة غداء على شرف ضيوف الجزائر من وزراء وسفراء وأعضاء منظمة ''الأليسكو''. وهي المأدبة التي دعيت إليها أيضا الصحافة العمومية. وأشرف رئيس الجمهورية، مساء أمس، على الافتتاح الرسمي، لفعاليات تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' في الخيمة المنصوبة في هضبة ''لالا ستي'' وسط أكثر من 3000 ضيف ومشارك. وهي السهرة التي انطلقت بملحمة ''صدى الإيمان'' التي كتب نصها وإخراجها الفنان اللبناني عبد الحليم كركلا.