اختير الفيلم الوثائقي ''شهادة أسير فرنسي عن جبهة التحرير الوطني''، سيناريو وإخراج سليم عفار، للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان ''الجزيرة للأفلام الوثائقية'' التي تنطلق بعد غد، بعد دبلجته إلى اللغة الإنجليزية، وهو رسالة تاريخية وإنسانية، تلقي الضوء على جانب مظلم من ثورة التحرير. يتطرق الفيلم الوثائقي ''شهادة أسير فرنسي عن جبهة التحرير الوطني''، في 46 دقيقة من الزمن، إلى جانب مظلم من الثورة التحريرية، ويتعلق الأمر بالعلاقات الإنسانية التي ربطت بين المجاهدين الجزائريين من جيش جبهة التحرير الوطني، والأسرى من الجنود الفرنسيين. ترحل كاميرا سليم عفار إلى باريس لتنقل شهادة ''روني روبي''، أحد الأسرى الفرنسيين الذي كان في 18 من عمره خلال الحرب، ويومياته مع مجاهدي الولاية الثالثة التابعين للعقيد عميروش، حيث ألقي عليه القبض. ويرصد الفيلم الوثائقي تفاصيل حياتية ل114 يوم، المدة التي قضايا الجندي أسيرا في الجبل مع المجاهدين. وينقل تحركاتهم وأحاسيسهم، وكذا معاناتهم مع الترحال، البرد، العطش، الجوع عند نقص المؤونة، بالإضافة إلى شهادته عن العقيد عميروش الذي أمر باحترام الأسرى الذين بلغوا 17 جنديا، وخلفه عبد الرحمان ميرة الذي حاول الاتفاق مع الجيش الفرنسي على مبادلتهم بمساجين جزائريين، لكن الفرنسيين رفضوا. ولم تكن ميزانية الفيلم كافية من أجل إعادة تركيب الأحداث كما جاءت، يقول المخرج. ولذلك، اعتمد على أرشيف التلفزيون الجزائري، وبعض المشاهد من فيلمي ''دورية نحو الشرق'' لعمار العسكري، و''الأفيون والعصا'' لأحمد راشدي. ويطمح المخرج من خلال فيلمه الوثائقي الذي أنتجه التلفزيون الجزائري عام 2010 إلى الكشف عن الجانب الإنساني في جبهة وجيش التحرير، اللذين احترما معاهدات جنيف حول أسرى الحرب، ويكذّب بالتالي كل الادّعاءات التي تصورهما على أنهما مجموعة من قطّاع الطرق. وقد أوضح عفار في هذا الصدد أن الفيلم الذي عرض في أربعة مهرجانات سابقا، لقي تجاوبا إيجابيا، ذاكرا أن اختياره في مسابقة الجزيرة الوثائقية إضافة له، مردفا ''لكن تعرضت تصريحات الجندي للمقص في قنوات عديدة، واعتبر متعاطفا مع الجزائر''.