قال الشاعر الشعبي، توفيق ومان، أول أمس، إن مرحلة ما بعد الاستقلال شهدت محوا متعمّدا للثقافة الشعبية الجزائرية. مضيفا أن مسؤولي تلك المرحلة التي اتّسمت بالأحادية السياسية والفكرية واللغوية، كانوا يعتقدون أنهم يحافظون بذلك على اللغة العربية، متجاهلين بأن الثقافة الشعبية هي التي حافظت على الهوية الوطنية خلال سنوات الاستعمار الفرنسي، على حدّ تعبيره. اعتبر رئيس الرابطة الوطنية للأدب الشعبي، توفيق ومان، أن الجزائر استدركت هذا التأخّر في تدوين موروثها الشعبي، مع بداية التعدّدية، وذلك في ندوة ''أهميّة تدوين التراث في الحفاظ على الهويّة الوطنية'' التي نشّطها مع الصحفية المختصة في الأدب الشعبي، نفيسة لحرش، ب''ميدياتيك'' فنون وثقافة بديدوش مراد في العاصمة، بمناسبة انطلاق شهر التراث، مضيفا أنها البلد الوحيد الذي أدخل الأدب الشعبي إلى المقرّرات الجامعية. من جهتها، قالت نفيسة لحرش إن الأدب الشعبي أدّى دورا كبيرا في الحفاظ على الهويّة الوطنية والتأريخ لفترة الاستعمار، مردفة ''حيث تعتبر الكثير من القصائد الشعبية والأغاني التراثية، بمثابة وثائق يمكن الاعتماد عليها رسم صورة لتلك الفترة''.