جدّد الوسطاء في المفاوضات لإطلاق سراح الرعايا الفرنسيين المختطفين منذ 7 أشهر في النيجر، أمس، التأكيد على أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تطالب خاصة بخروج الجنود الفرنسيين من أفغانستان، وكذا بالحصول على فدية قدرها 90 مليون أورو. قال الوسطاء في تصريحات نقلتها، أمس، وكالة الأنباء الفرنسية، إن ''عناصر القاعدة يطالبون أيضا وخاصة برحيل الجنود الفرنسيين من أفغانستان، نظير إطلاق سراح عمال شركة أريفا ال4 المختطفين''. وحسب نفس المصدر، فإن عناصر التنظيم ''ألحوا على هذه القضية كثيرا''، وهو الشرط الذي كان قد أكد عليه زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، في رسالة صوتية بعثها إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، دعاه فيها إلى ''الخروج من أفغانستان إذا كان يريد الحصول على الرهائن الفرنسيين أحياء''. وقد رد الرئيس ساركوزي يومها بالرفض على هذه التصريحات، وقال من بروكسل بأن ''لا أحد سيملي على فرنسا سياستها''. من جانب آخر، أعربت مصادر مالية على صلة بالملف أن ''المفاوضات ستكون طويلة وشاقة، نأمل بأن نتمكن في أسرع وقت ممكن إطلاق، ولِمَ لا، سراح عدد من المختطفين''، والمقدر حاليا ب4 رهائن فرنسيين بعدما تم إطلاق في وقت سابق 3 منهم، من بينهم امرأة. يأتي هذا في وقت أعلن، أمس، قصر الإليزي في وثيقة، عن أهم المنجزات التي حققها الرئيس نيكولا ساركوزي من ماي 2007 إلى أفريل 2011، أن مسألة إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين، سواء في أفغانستان أو في كولومبيا أو في منطقة الساحل، ظلت من بين الملفات التي حملها الرئيس ساركوزي شخصيا على عاتقه، وهو ما يعني أن الرئيس يستعمل هذه الورقة لرفع شعبيته المتدنية تحسبا لموعد رئاسيات .2012 وتكون هذه الوضعية وراء رفع تنظيم القاعدة في الساحل من سقف مطالبه، بحيث لم يكتف بطلب الفدية كالعادة، والتي رفعها إلى 90 مليون أورو، بل ألح في شروطه أيضا على ضرورة خروج فرنسا وجيشها من أفغانستان.