إنّ من آكِد الوظائف والآداب في حق العالم أن يكون النّاس بفعله قبل قوله، وأن لا يأمرهم بشيء من الخير إلاّ ويكون من أحرصهم على فعله والعمل به، ولا ينهاهم عن شيء من الشرّ إلاّ ويكون من أبعدهم عنه وأشدِّهم تركًا له، وأن يكون مريدًا بعلمه وعمله وتعليمه وجه الله والدار الآخرة فقط، دون شيء من أعارض الدنيا. قال صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن طلب عِلْمًا ممّا يُبتغى به وجه الله ليباهي به العلماء أو ليماري به السُّفهاء، أو ليصرف به وجوه النّاس إليه، لقي الله وهو عليه غضبان'' أخرجه ابن ماجه من حديث ابن عمر، وأحمد من حديث أبي هريرة والحاكم وصحّحه ووافقه الذاهبي.