اتّفق العلماء على أنّ مَن جحد وجوب الزكاة وأنكر فرضيتها فهو كافر بالإجماع لأنّه منكِر ما هو معلوم من الدِّين بالضرورة. أمّا مَن منعَها بخلاً من غير جحود أو إنكار لفرضيتها فهو مرتكب لكبيرة من الكبائر وإثم عظيم لكنّه لا يخرج من الملّة ما دام مُقِرًّا بوجوبها. وقد توعّد الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم مانعي الزكاة بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {والّذين يكنزون الذّهب والفضّة ولا يُنفقونها في سبيل الله فبشّرهُم بعذاب أليم} الآية. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''مَن آتاه الله مالاً فلم يُؤدِّ زكاته مُثِّل له يوم القيامة شجاعًا أقرع له زبيبتان يطوّقه يوم القيامة ثمّ يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه ثمّ يقول: أنا كنزك، أنا مالك'' ثمّ تلا هذه الآية: {ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرًا لهم... بما تعملون خبير} أخرجه البخاري. والله المستعان.