تدخلت القوة العمومية على مستوى محطات توزيع الوقود بولاية الطارف لتنظيم عملية التموين بمادة المازوت التي شكلت طوابير طويلة وعريضة ومعارك طاحنة تطورت إلى استعمال العنف من أجل الدور. وحسب توقعات ذات المصالح فإن أكبر الكميات التي تعد بمئات البراميل وآلاف اللترات مجمعة ومخزنة في بيوت بالتجمعات السكنية الريفية، الأمر الذي يتطلب رخص وأوامر قضائية لعمليات تفتيشها من أجل تجفيف ما وصفوه بالوديان المتدفقة بالمازوت، العابرة تجاه التراب التونسي عن طريق 9 نقاط حدودية مفتوحة ليلا لضعف عمليات الرقابة، ويقظة الشبكة اللوجستية لجماعات التهريب. من جهة أخرى، اتهم أصحاب مؤسسات الأشغال العمومية والبناء والتعمير والناقلون الخواص وبحارة القالة، أصحاب محطات توزيع الوقود وتحميلهم مسؤولية تفاقم الأزمة الخانقة لما اكتشفوه ووقفوا عليه ليلا في توزيع مادة المازوت لفائدة شاحنات وسيارات نفعية محملة بالبراميل الحديدية الضخمة ذات سعة 200 لتر، والتي تأخذ وجهتها قبل الفجر إلى مواقع خاصة بالتجميع، لتباع بعدها ب4 أضعاف سعره الرسمي، ويرتفع السعر بأضعاف أخرى عند عبوره الحدود. وقد تمكنت فرقة الدرك بالماء الأبيض من حجز قرابة طن من النيسكافي مهربة إلى الجزائر، وحجز 7 مركبات نفعية و2000 لتر من الوقود معدة للتهريب إلى تونس. ومكنت المراقبة والمتابعة في كمين محكم لفرقة الدرك من توقيف 5 أشخاص على متن سيارات من ماركات فورد ومارسيدس محملة بقطع غيار مركبات و11 ألف وحدة من أجهزة كهرومنزلية مختلفة وهوائيات وأجهزة استقبال، وأسلاك ومئات من وحدة شرائح الاتصال للتكنولوجيات الحديثة، بما فيها بطاقات الذاكرة والتعبئة للهواتف النقالة تورط في تهريبها 10 أشخاص إدانتهم العدالة.