اكتظت قاعة ''ابن زيدون'' بديوان رياض الفتح بالعاصمة، مساء أول أمس، بجمهور غفير خلال عرض وان مان شو ''عودة إلى الجزائر''، للممثلة المسرحية البلجيكية ذات الأصول الجزائرية ساندرا زيداني. وأثارت ساندرا زيداني مجموعة من الأسئلة المتعلّقة بالهوية، والجذور، والانتماء، والهجرة، بأسلوب طغت عليه الكوميديا، من خلال قصة امرأة اضطرت إلى مغادرة بلادها، لتجد نفسها في بيئة وثقافة مغايرتين تماما لما تركته وراءها. بعد سنوات الغربة الطويلة في بلجيكا، حيث استطاعت تحقيق نجاح نسبي في اندماجها داخل مجتمعها الجديد، دون النجاح في أن تكون بلجيكية، بحكم انتمائها الأصلي الذي ''نأخذه معنا أينما ذهبنا، مثل أسمائنا''، فتقرّر العودة إلى أرض الوطن، وهي في الأربعين من العمر. بداية الرحلة من بلجيكا إلى الجزائر، هي بداية حكاية أخرى؛ حيث تضطر ساندرا للانتظار في المطار بعد إلغاء الرحلات الجوية، بسبب سوء الأحوال الجوية، وهناك تلتقي مجموعة من الشخصيات التي تُلبسها طابعا كوميديا، لكننا نكتشف مع كل واحدة منها حكاية جديدة عن انتمائها وجذورها. ويمثّل وقت الانتظار في المطار فرصة لإعادة التأمل في تلك المسائل الجوهرية المرتبطة بموضوع الهجرة.