تغيّرت مراسم الأعراس بمنطقة تيزي وزو في السنوات الأخيرة، حيث امتدت ظاهرة إقامة حفلات الزفاف في قاعات الحفلات بعدما كانت تقام في السكن العائلي، إلى سكان القرى والمداشر الذين يلجأون لكراء قاعات الحفلات، حتى وإن كانت بعيدة عنهم، وحجتهم في ذلك المحافظة على نظافة البيت، وكذا التقليل من المصاريف مقارنة مع الأعراس التي يقيمونها في السكنات العائلية. تبدّلت العديد من تقاليد الأعراس بمنطقة تيزي وزو. فبعدما كان العرس يدوم يومين كاملين، أضحى يقتصر حاليا في العديد من المناطق على بضع ساعات. وغالبا ما يكون في قاعة حفلات، بعيدا عن تقاليد ذبح ثور عشية العرس، ونقل جزء منه إلى بيت العروس، حيث تقضي العادات بتكفل عائلة العريس بكل لوازم الوجبة الغذائية لعائلة العروس وضيوفها. وفي ليلة اليوم الأول، يتنقل موكب من منزل عائلة العريس نحو بيت العروس في ليلة الحناء، وهو التقليد الذي بدأ يزول في السنوات الأخيرة لأسباب مختلفة، أبرزها الوضع الأمني الذي تعيشه المنطقة. التغيير الذي طال الأعراس القبائلية كانت له آثار إيجابية أيضا على العرسان الشباب، إذا تخلت الكثير من العائلات عن عادة إرهاق العريس بقائمة من لوازم العروس، أبرزها الذهب ومختلف الألبسة، إلى درجة أن الزواج بمنطقة تيزي وزو يتم بمهر رمزي، إذ وصل الحد إلى أن المهر لا يتجاوز 2000 دينار، وذلك بعد أن وضعت لجان القرى في أغلب مناطق الولاية قانونا يحدّد مصاريف العرس ومستلزمات العروس. ولم يقتصر التغير على مراسم العرس والمصاريف التي تترتب عنه، بل أصبح ''الديسك جوكي'' يعوض فرق الطبل التي كانت أعراس ولاية تيزي وزو إلى وقت قريب تتميز بها، وأضحى هذا النوع التقليدي من الغناء في السنوات الأخيرة قاب قوسين أو أدنى من الزوال. وينتقد العديد من المواطنين ظاهرة الديسك جوكي في حفلات الأعراس كونه ظاهرة دخيلة على المنطقة، علاوة على الإزعاج الذي يسبّبه إلى ساعات الصباح، حيث يضطر جيران أهل العرس وسكان القرى والأحياء المجاورة إلى السهر مكرهين على أنغام الأغاني التي تبث عبر مكبّرات الصوت، إضافة إلى نوعية الأغاني التي يعتبرها المنتقدون منافية لعادات منطقة القبائل المحافظة. يزول تقليد فرق الطبل القبائلية ''إضبالان'' يوما بعد آخر، وذلك لأسباب عديدة، ففرق ''إضبالان'' التي تتميز بها أعراس المنطقة، كانت إلى وقت قريب أمرا ملازما للعرس، وذلك لما تتميز به هذه الفرق من أداء ملتزم يتناغم مع تقاليد المجتمع المحافظ، إذ تؤدي هذه الفرق أغان رائعة لكن بالموسيقى دون الكلمات، وهو ما يسمح للعائلات بالاستمتاع جماعيا بهذه الفرق دون حرج. ومع مرور الوقت، بدأ جلب هذه الفرق يتناقص باستمرار ليعوّضه ''الديسك جوكي''. وفيما يرجع العديد من الملاحظين الأمر إلى الموضة وسيطرة أغنية الراي على المجتمع الجزائري، لا يتردّد آخرون في إرجاع سبب تراجع جلب ''إضبالان'' إلى ارتفاع تكاليف هذه الفرق، والتي لا تقل حاليا عن مليوني سنتيم لليلة الواحدة، مقابل ما لا يتجاوز 6 آلاف دينار للديسك جوكي.