منذ سنوات خلت وفي حديث مع أحد المسؤولين السابقين (لا أذكر اسم الشخصية حتى لا يعتبر ذلك إشهارا مغرضا لصالح هذه الشخصية) عن العلاقة بين الجزائروفرنسا، قال لي ما معناه: ''.. لقد قلت مرة للمسؤولين الفرنسيين عندما سألوني أي مساعدة يمكن أن تقدمها فرنسا للجزائر، إن أحسن مساعدة هي أن تتركونا نحل مشاكلنا بأنفسنا..''! في كلمات هذا المسؤول لمست ما يعني أن فرنسا تتدخل في شؤوننا بشكل منتظم. وقد تذكرت هذه القصة وأنا أتابع هذه الأهمية التي أعطيت لزيارة (ألان جوبي) وكأن أبواب القدر انفتحت لنا وهذه السهولة التي تبدو في كسر ما كان يقدم على أنه خلافات وعلى أنه انسداد بسبب قانون تمجيد الاستعمار وبسبب رفض فرنسا الاعتراف بجرائمها في الجزائر. وعلى الرغم من مواقف فرنسا المتعارضة مع الموقف الجزائري المعلن في ملفات وقضايا كثيرة، وتجديد جوبي استفزازه للجزائريين برفض الاعتذار أو الاعتراف بجرائم الاستعمار، بل واعتبار من يلح على ذلك متطرفا.. فزيارات المسؤولين الفرنسيين للجزائر بهذه الكثافة تجعلنا نرى وكأن المسؤولين الجزائريين يقولون لفرنسا: أنا لا أحبك.. كم أحبك.. فمنذ أيام فقط قبِل أحمد أويحيى مرفوقا بخمسة وزراء تلبية دعوة على الغداء في السفارة الفرنسية، وهو ما اعتبره جان بيار رافاران صاحب الدعوة مؤشرا لعهد جديد، لأنه أمر لم يحدث منذ .1962 لقد كان الجو احتفاليا! من ناحية أخرى وعلى هامش منتدى الأعمال الفرنسي الجزائري، قال كاتب الدولة للتجارة الخارجية إن ''مفهوم منطقة النفوذ الخاصة قد ولّى..'' والسؤال هو متى ومن وماذا يؤكد أنه انتهى؟ الانطباع قوي بأن هناك مسارعة فرنسية إلى الحصول على عقود بمبالغ طائلة.. والمشكلة هي أننا على يقين بأن ذلك في صالح فرنسا، ونشك شكا قويا أن يخدم ذلك مصالح الجزائر. ففي فرنسا، الحكومة تحاسب، أما في الجزائر فالأمر ''بايلك'' لا رقابة ولا هم يحزنون، والأمر متروك لضمير أصحاب السلطة.. لهذا ولغاية أن نتأكد من حمايتهم مصالح البلاد نقول: نوكلوا عليكم ربي.. [email protected]