كشف رضا مالك، رئيس الحكومة الأسبق، أول أمس، أن المبادئ التي قامت عليها الثورة الجزائرية هي التي ساهمت في تحرير الأسرى الأمريكيين في طهران سنة .1981 وأوضح مالك، خلال ندوة بيومية ''المجاهد'' بالجزائر العاصمة، أنه التقى شخصيا مع السفير الإيراني في واشنطن، وكان برفقة محمد بجاوي، فأسرّ له أن الثورة الجزائرية قامت على احترام الرأي العام الفرنسي، وكانت حريصة على عدم المساس بكرامة الفرنسيين كشعب رغم الحرب. وعليه، نصح مالك السفير رجائي قائلا: ''أنتم في خلاف مع الحكومة الأمريكية وليس مع الشعب الأمريكي، فلماذا تقلبونه ضدكم''. وبالفعل، اتخذت إيران قرار إطلاق سراح الأسرى الأمريكي بعد هذا اللقاء وعملت بالنصيحة الجزائرية. وأضاف رضا مالك بمناسبة بالذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس جريدة ''المجاهد''، أن الرئيس التونسي الحبيب بورفيبة أمضى على اتفاقية لنقل البترول الجزائري من الصحراء إلى تونس في فيفري .1958 بينما رفض الملك إدريس السنوسي توريط ليبيا في أية قرارات تمس بالثورة الجزائرية، وهو ما أدى، حسب رضا مالك، إلى وقوع خلافات بين جبهة التحرير الوطني والحكومة التونسية، نجم عنها انتقال جريدة ''المجاهد'' إلى تيطوان التي كانت عبارة عن محمية إسبانية. وفي نفس السياق، ذكر محمد الميلي، الذي شغل منصب رئيس تحرير جريدة ''المجاهد'' بالعربية، أن الثورة الجزائرية استغلت الخلافات التي كانت موجودة بين حكومة الجنرال فرانكو وفرنسا للعمل في تيطوان دون مضايقات. وتحدث مالك خلال محاضرته عن عدد من الأحداث التي عرفتها جريدة ''المجاهد''، وقال إن الروائي الفرنسي فرانسوا مورياك استنكر التعذيب الممارس في حق الفدائيين الجزائريين، لكنه لم يناصر فكرة إنهاء الاستعمار. كما تحدث عن ظروف تأسيس الجريدة، وكشف بالمناسبة أن عبان رمضان كان حريصا على إيجاد تسمية تتوافق مع القيم والمبادئ الجزائرية. وعليه، قال محمد الميلي إنه هو من اقترح تسمية المجاهد على عبان، فوافق مباشرة.