أشرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة القائد الأعلى للقوات المسلحة و وزير الدفاع الوطني أمس على حفل تخرج دفعات من الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال (ولاية تيبازة) لسنة 2008-.2009 ولدى وصوله إلى الأكاديمية العسكرية تابع رئيس الجمهورية تقديم برنامج حفل التخرج و استمع إلى عرض قصير حول الدفعات المتخرجة قبل أن يستعرض مربعات مشكلة من متربصي الأكاديمية. يتعلق الأمر بالدفعة ال37 للضباط المتربصين لدورة القيادة الأركان والدفعة ال40 من التكوين الأساسي للطلبة الضباط و الدفعة الثانية للتكوين العسكري القاعدي المشترك. وانطلقت مراسم التخرج بالكلمتين الترحيبيتين اللتين ألقاهما رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح و العميد عبد الغاني مالطي قائد الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة تلاهما اداء اليمين من طرف ضابط و رددتها بعده الدفعات المتخرجة. وقام رئيس الدولة بهذه المناسبة بتسليم الرتب والشهادات للدفعات المتخرجة التي أطلق عليها اسم الشهيد بغدادي صالح. ثم تابع من على المنصة الرسمية استعراضات منها استعراض في الفنون القتالية قام به طلبة الأكاديمية و أخرا في القفز المظلي. و توجه رئيس الجمهورية بعد ذلك إلى فرع عبان رمضان بالأكاديمية حيث حضر تمرينا تكتيكيا استطلاعيا لهجوم بالمروحية على مركز عملياتي للعدو. و لدى عودته إلى الأكاديمية زار الرئيس بوتفليقة قاعة للقيادة مجهزة بالوسائل البداغوجية المتطورة قبل اختتام الحفل بتسليم هدية رمزية لعائلة الشهيد بغدادي صالح و التوقيع على السجل الذهبي للأكاديمية. من جهة أخرى جدد الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش الوطني الشعبي عزم قوات الجيش على مواصلة التصدي الصارم للعصابات الإرهابية الإجرامية وقهرها. وأوضح الفريق قايد صالح في كلمته بالمناسبة أن قوات الجيش ''أثبتت في الميدان كفاءتها واقتدارها وبرهنت بأنها في مستوى الثقة الموضوعة فيها وعظمة المهام الموكلة إليها". وأضاف أن هذه القدرة ''تجلت بكل وضوح من خلال مواصلة تصديها الصارم للعصابات الإرهابية'' مشيرا إلى ''أننا مصممون كل التصميم على مواصلة هذا التصدي دون هوادة تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية وهذا بتسخير كل الوسائل التي يسمح بها القانون قصد تطهير هذه الأرض الشريفة من العصابات الإجرامية المتنكرة لتقاليد شعبنا ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف". وتابع قائد أركان الجيش قائلا ''أننا بإذن الله تعالى وقوته وبفضل الإرادة التي تحدونا والعون الذي نلقاه من شعبنا وكذا بفضل توافق أعمالنا بصفة منظمة وواعية مع روح وأحكام ميثاق السلم والمصالحة الوطنية سوف نقهر هذه العصابات الإرهابية". كما ثمن أيضا ''الدور المحوري الفعال'' لأفراد الجيش الوطني الشعبي و ''روح المثابرة'' التي تحلوا بها إلى جانب كافة الأسلاك الأمنية الأخرى أثناء الانتخابات الرئاسية ليوم التاسع أفريل المنصرم". وأكد أنه بفضل تجندهم ''تمكن الشعب الجزائري من المشاركة الحرة والمتزنة والمطمئنة في هذا الاستحقاق الوطني الهام'' الذي فتحت الجزائر من خلاله --كما قال-- ''بوابة الأمن والاستقرار ومواصلة جهود البناء والتنمية على جميع المستويات وفي شتى الميادين حتى تتبوأ مكانتها اللائقة بين الشعوب والأمم". كما تطرق الفريق قايد صالح من جانب آخر إلى عصرنة وتحديث الجيش الوطني الشعبي مثمنا الجهود المبذولة في هذا الصدد ''بفضل العناية التي تلقاها قوات الجيش من قبل رئيس الجمهورية". وقد اعتبر أنه ''بفضل هذه النوعية البشرية المتميزة التي أصبح يتمتع بها الجيش الوطني الشعبي فإنه سوف يتسنى لنا مستقبلا التدرج في المسعى الرامي الى تكريس الاحترافية'' موضحا ب''أننا لا نريد أن ننسخ أو ننقل تجارب الآخرين بل نريدها احترافية تنبت بالتربة الجزائرية وتنشأ بفضل إرادتها الذاتية". وأكد بأن هذا ''لن يجد معناه الحقيقي والفعلي إلا ببناء جسور المحبة والتضامن والتواصل بين جيل الثورة وجيل الاستقلال". وحيا الفريق قايد صالح بنفس المناسبة قرار رئيس الجمهورية القاضي بإعادة فتح مدارس أشبال الثورة تحت تسمية ''أشبال الأمة'' مشيرا إلى أن أولى مدارسها ستفتتح مع بداية السنة الدراسية 2009-2010 بالناحية العسكرية الثانية والبداية ستكون ب10 مدارس من بينها 3 ثانويات. ونوه في ذات السياق بدور هذه المدارس في ''تحضير النخبة العسكرية المتحملة لمسؤوليتها الثقيلة في الاتجاه الصحيح الذي يخدم مصلحة الجيش والأمة والوطن".