أكد قائد الأركان اللواء أحمد فايد صالح، في خطابه أمس بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، أن الجيش الوطني الشعبي عازم على استئصال آفة الإرهاب من جذورها ، وأعلن عن تعهده بالالتزامات التي قطعها الجيش في ما يتعلق ''بالعمل من أجل القضاء على كافة أشكال العمل الإرهابي في الجزائر. معلنا فتح صفحة أكثر صرامة في التصدي للظاهرة الإرهابية وتحدث عن مرحلة ما بعد القضاء على العناصر الإرهابية بحضور الرئيس بوتفليقة وقال فايد صالح بلهجة شديدة ''سنقهرهم'' في إشارة إلى العناصر الإرهابية التي لا تزال تنشط في الجبال وأضاف ''نحن مصممون على العمل دون هوادة من أجل القضاء على جذور الإرهاب، وسنجند كافة الوسائل المتاحة قانونا للقضاء على هذه الفئة الضالة''، مستدركا وعيده بالتأكيد ''على تمسك الجيش ببنود ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وتعليمات رئيس الجمهورية بهذا الخصوص''، مشيرا إلى احترام الرغبة الشعبية والسياسية في تطبيق المصالحة مع ''الراغبين في تطليق السلاح''. وكشف فايد صالح على ضوء القرار السابق لرئيس الجمهورية والقاضي بإعادة فتح مدرسة أشبال الثورة التي أطلق عليها تسمية ''أشبال الأمة''، عن الشروع في فتح 10مدارس وطنية لهذا الغرض خصصت 7 منها لطلبة التعليم المتوسط والباقي للتعليم الثانوي، معلنا أن إحداها ستفتتح أبوابها خلال الموسم الدراسي المقبل، بالولاية العسكرية الثانية في وهران. واعتبر فايد صالح أن مدارس أشبال الأمة ''ستكون واحدة من مصادر تكوين أجيال نخبة'' على مستوى قوات الجيش الوطني الشعبي'' ، مضيفا ''إن الأمر يتعلق بمبادرة ناجحة في سبيل إصلاح وتحديث الجيش، وفرت لها جميع الموارد المادية والبشرية الللازمة''. تخرج دفعة من ضباط أكاديمية شرشال العسكرية أشرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على اختتام الموسم الدراسي العسكري خلال مشاركته أمس، في فعاليات حفل تخرج الدفعة ال 37 للضباط المتربصين بدورة القيادة والأركان والدفعة ال 40 للطلبة الضباط العاملين بالكلية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، والدفعة الثانية للتكوين القاعدي المشترك الذي باشرت الأكاديمية تطبيقه في السنة الفارطة. وقد تضمن حفل التخرج الذي حضره، إضافة إلى عبد المالك فنايزية الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع وقائد الأركان اللواء قايد صالح، مجموعة من الضيوف العسكريين الأجانب، حيث تم تقليد الرتب للطلبة الضباط المتخرجين فضلا عن طلبة من مختلف الدول العربية والإفريقية الذين تلقوا تدريبهم العسكري على مستوى الأكاديمية، مثل سوريا، السعودية، النيجر، الكونغو، موريتانيا والصحراء الغربية. وبعد موافقة الرئيس بوتفليقة القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع، على تسمية دفعة هذا العام باسم الشهيد بغدادي صالح أحد ضباط الولاية التاريخية الأولى إبان ثورة التحرير، توجه مباشرة إلى منتصف ساحة العلم، حيث سلم الشهادة للمتفوق الأول في دورة القيادة والأركان وقلد رتبة ملازم للمتفوق الأول من التكوين الأساسي وسلمه سيف الأكاديمية، ليفسح بعد ذلك المجال لمرافقيه لتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين الباقين من الدول الشقيقة والصديقة. واستعرض الرئيس الذي بدا حيويا وفي لياقة بدنية جيدة، التشكيلات العسكرية المختلفة التي أدت له التحية العسكرية، ليفسح المجال للعروض الرياضية في القتال المتلاحم وفنون الكراتي والجيدو، لتختم مراسيم حفل التخرج باستعراض عسكري على وقع أنغام الموسيقى العسكرية لفرق الحرس الجمهوري، تقدمته مجموعة العلم ومربعات الضباط المتربصين بدورة القيادة والأركان والطلبة الضباط العاملين للسنوات الثلاث من التكوين الأساسي، لتطبع اللوحة الجوية التي صنعها المضليون خاتمة تخرج الدفعة. وفي السياق ذاته، شملت الخرجة الرئاسية زيارة إلى ملحقة عبان رمضان العسكرية التي تبعد عن مقر الأكاديمية بضعة كيلومترات، حيث استقبل هناك بتمرين تكتيكي نفذه طلبة السنة الأولى من التكوين العسكري القاعدي المشترك، لمختلف الوحدات البرية والجوية والبحرية. يذكر أن الرئيس بوتفليقة يحرص سنويا على حضور دفعات تخرج ضباط الجيش، لما له من أهمية رمزية بالنسبة إلى المؤسسة العسكرية، ومن المنتظر أن يلقي في مقر وزارة الدفاع بمناسبة الذكرى ال47 لعيد الاستقلال خطابا وصف زبالهامس، قد يطرح فيه مجدداً ملف العفو الشامل للتعامل مع الجماعات الإرهابية المسلحة، بالشروط المشار إليها خلال حملته الإنتخابية الأخيرة. كما أفادت مصادر رسمية أن الرئيس بوتفليقة سيعلن عن ترقية عدد من القيادات العسكرية، وقد طُرح رسمياً إسم العميد فاطمة الزهراء عرجون لتكون ضمن القيادات التي ستقلد رتبة جنرال، لتكون أول امرأة في تاريخ الجزائر المستقلة تقلد هذه الرتبة في المؤسسة العسكرية.