يتواجد بالعاصمة الليبية وفد أمريكي أرسلته واشنطن للاطلاع على حقيقة الأوضاع في البلاد، في ظل التضارب الكبير في الأنباء الواردة من طرابلس وبنغازي، سواء عن طريق القنوات الدبلوماسية أو عن طريق وسائل الإعلام الدولية. الوفد الأمريكي الذي دخل طرابلس عن طريق المعبر الحدودي راس الجدير التونسي، قبل يومين، ينتظر أن يقوم بلقاءات مع مسؤولين في الحكومة الليبية إلى جانب فعاليات أخرى، فضلا عن زيارة ميدانية لبعض المناطق في العاصمة طرابلس. لكن معلومات ''الخبر'' لم تتأكد من معرفة إن كان الوفد سيزور أيضا منطقة بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة. وينتظر، حسب معلومات ''الخبر''، أن يرفع الوفد الأمريكي تقريرا للكونغرس الأمريكي، تتخذ على ضوئه واشنطن الموقف الجديد مما يجري في ليبيا. وقد ظهر في نقاشات مجلس النواب الأمريكي جدل كبير حول مدى شرعية مشاركة القوات الأمريكية في حرب ليبيا قبل أخذ رأي الكونغرس. وتبع هذا النقاش نقاش آخر حول تكاليف العملية العسكرية الأمريكية في ليبيا، مع العلم أن النفقات الأمريكية تساوي 76 بالمائة من مجموع نفقات الناتو. وتأتي زيارة الوفد الأمريكي لليبيا، بعدما بدأ يتبين للرأي العام الأمريكي والدولي، أن ما ينقل من العاصمة طرابلس وبنغازي - معقل المعارضة- لا يتوافق مع معلومات تقدمها جهات دبلوماسية واستخباراتية. وكانت طرابلس قد أشارت إلى أن المبعوث الروسي للوساطة في ليبيا، ميخائيل مارخيلوف، كانت لديه معلومات مغلوطة عن الوضع في ليبيا استقاها من وسائل الإعلام. لكنه عندما زار العاصمة الليبية، قبل أيام، وتجول في أحيائها اكتشف واقعا مغايرا لما تبثه وسائل الإعلام يوميا. وحرصت طرابلس على التأكيد على أن المبعوث الروسي اكتشف أن حكومة القذافي ما تزال تسيطر على الوضع في العاصمة ومدنها المجاورة. وأخذ النقاش حول الحرب على ليبيا بعدا آخر، عندما كشف سيف الإسلام القذافي في حواره ل''الخبر'' عن وجود مفاوضات مع باريس بدل المجلس الانتقالي في بنغازي، التي كانت أول دولة تسارع لإرسال طائراتها لقصف طرابلس. ليعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجي بشكل مفاجئ أنه حان الوقت لحل سياسي وأن يعود العسكريون إلى ثكناتهم من الجانبين. وتتزامن زيارة الوفد الأمريكي لليبيا مع زيارة أخرى يقوم بها وفد من القبائل السعودية والكويتية لطرابلس في سياق ''التضامن مع الشعب الليبي''، وفي سياق التقريب، أيضا، بين وجهات النظر في الجانبين في طرابلس وبنغازي. وفي أجندة الوفدين السعودي والكويتي عقد لقاء مع ملتقى القبائل الليبية الذي يضم حوالي ألفي شيخ قبيلة، إلى جانب الاطلاع على حياة الناس في العاصمة طرابلس. وبإمكان الزيارة الميدانية أن تنقل الصورة كما هي على الأرض وليس بعيون وسائل الإعلام الدولية. وكان تقرير صدر الشهر الماضي،أنجزه خبراء دوليون زاروا طرابلس وبنغازي، بقيادة الفرنسي إيف بونيي رئيس جهاز الاستخبارات الفرنسية الداخلية السابق، قد أشار إلى أن القرار الأممي 1973 القاضي بفرض حظر جوي على ليبيا صدر بناء على تقارير إعلامية، وليس بناء على نتائج زيارة ميدانية لوفد أممي لليبيا.