ٌ مست احتجاجات سكان الوادي على الانقطاعات الكهربائية، أمس، ولأول مرة بلدية عاصمة الولاية، حيث شهدت أحياء سيدي عبد الله والصحن و17 أكتوبر خروج عشرات الشباب إلى الشوارع وأغلقوا الطرق الفرعية بالحجارة وأحرقوا العجلات المطاطية. وغير بعيد عن هذه الأحياء وعلى مسافة نحو 4 كلم، واصل عشرات المحتجين غلق الطريق الوطني رقم 48 الرابط بين ولايتي الواديوبسكرة على مستوى بلدية كوينين، كما انضمت بلديتا اميه ونسة وجامعة إلى الحركة الاحتجاجية بخروج الشباب إلى الشارع وغلق الطرق، بعد أن عرفت بلديات البياضة والرباح وحاسي خليفة والدبيلة والرقيبة وفمار وطريفاوي والمقرن وكوينين احتجاجات في النهار والليل. وحسب مصادر مطلعة، فإن أجواء التوتر والاحتقان مازالت تطبع سكان هذه البلديات التي سارعت فيها السلطات إلى محاولة امتصاص غضب الشارع، حيث لجأت في بلدية تغزوت إلى استعمال مكبرات الصوت في المساجد طالبة من الشباب المحتج العودة إلى البيوت والتوقف عن المواجهات مع قوات الأمن. كما اضطرت سلطات بلدية الرقيبة إلى عقد اجتماعات ماراطونية مع الشباب والمجتمع المدني للعدول عن الاحتجاجات تحسبا لأي طارئ، خاصة أن البلدية سيدشن فيها اليوم الخميس مقر جديد للأمن الحضري. وذكرت ذات المصادر بأن أعنف الاحتجاجات والمواجهات مع قوات مكافحة الشغب خلفت حتى الآن إصابة ما لا يقل عن 15 عنصرا في صفوف قوات الأمن بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم عنصر برتبة ضابط، كما تم توقيف قرابة 20 شخصا على مستوى بلديتي حاسي خليفة وتغزوت، وقد أطلق سراح بعضهم، بينما سجلت أضرار مادية بليغة في مراكز بريدية ومقرات سونلغاز وبلديات ودوائر، نتيجة الأعمال التخريبية. كما دخلت عدة بلديات في عزلة بسبب غلق الطرق الوطنية والولائية، مع استمرار انقطاع الكهرباء، حيث لم يستطع سكانها التزود بالمواد الغذائية كما لم تتمكن الكثير من المخابز من توفير الخبز للمواطنين. عمال سونلغاز في وقفة احتجاجية ببسكرة تكررت، أمس، عبر عدد من بلديات ولاية بسكرة، مظاهر الاحتجاج بسبب الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، حيث خرج العشرات من سكان الوطاية إلى الطريق الوطني رقم 3 المؤدي إلى باتنة وقسنطينة، وقاموا بقطعه بمختلف الوسائل كالحجارة والمتاريس، ما تسبب في شل حركة المرور في هذا الطريق المعروف بحركته الكبيرة، خاصة أنه يربط مدن الشمال بالجنوب. والملاحظ أن ذات الطريق تعرض للقطع مساء أول أمس. كما سجل قطع الطريق الوطني 83 أ بقرية سيدي خليل ببلدية شتمة، للمطالبة بمعالجة مشكلة الكهرباء وتوفير الماء الصالح للشرب الذي يعرف تذبذبا كبيرا، رغم أن المنطقة مشهورة بعذوبة مياهها حيث تعد مصدرا لباعة الصهاريج. وعزلت بلدية الدوسن بدائرة أولاد جلال، مساء أمس الأول، عن بقية التجمعات بعدما أقدمت مجموعات من الشباب على غلق جميع طرقها المؤدية إلى بسكرة ومقر الدائرة، ولم تسلم حتى الطرق الفرعية من هذا الإجراء. من جهة أخرى، توقف جميع عمال مؤسسة سونلغاز عن العمل، أمس، ببسكرة، لمدة ساعة من الزمن في الفترة الصباحية، احتجاجا على ما تعرض له زملاؤهم في وكالتي أولاد جلال وسيدي عقبة، اللتين تعرضتا للحرق والتخريب. وأوضح مصدر من هذه المؤسسة أن هذه الوقفة الاحتجاجية شنها العمال من أجل المطالبة بتوفير الحماية والأمن، بعدما أصبح عون سونلغاز عرضة للاستفزازات والتهديدات، رغم المجهودات الجبارة التي يقومون بها خدمة للمواطن.