لم تكن الليلة الثالثة من مهرجان جميلة العربي، في طبعته السابعة، عادية ، رغم صفاء سماء ''كويكول'' الأثرية وتوفر كل الظروف لتكون السهرة مميزة. فرغم الإقبال المتواضع للجمهور والتنظيم الجيد، إلا أن السهرة توقفت بسبب شجار أحد المحسوبين على الجهة المنظمة مع الأمن، ما أدى إلى مغادرة كادير الجابوني الركح متأسفا، بعد قطع أحد التقنيين الصوت. استهلت السهرة الثالثة من مهرجان جميلة العربي، باعتلاء ''فرقة العاشقين'' من فلسطين ركح كويكول، بزي المحاربين، فقدموا باقة من الأغاني الوطنية للجمهور، والتي أعادت رسم مسار نضال الشعب الفلسطيني، من خلال التوثيق لمراحل مهمة، خاصة مرحلتي الثلاثينيات والثمانينيات، ومنها أغنية ''أرضي موجوعة''، التي استمع إليها الجمهور بحسرة وألم كبيرين. وبدد صالح العلمي أجواء الحزن التي سادت مدة من الزمن، فعاد مجددا إلى جمهور كويكول بأغانٍ قديمة وأخرى جديدة، على غرار أغنية ''الزعيم''، ليهتز الحضور بعدها، ويترك مجالسه مع بكاكشي الخير، الذي أدى وبامتياز باقة من الأغاني السطايفية، منها الجديد كأغنية ''هاي هاي المهبول'' و''جاري يا حمودة''، التي أصر على استعادتها من التراث التونسي الذي نسبت إليه لسنوات طويلة. وعلى أنغام بكاكشي رقص كثيرا الحضور، ولم يهدأ إلا باعتلاء المغنية زكية محمد الركح. وبدورها أمتعت زكية محمد العلائلات السطايفية الحاضرة بأغانيها التي جمعت فيها بين نضال فرقة العاشقين وخفة بكاكشي وصالح العلمي، حيث تغنت بالوطن في أغنية ''الجزائر يا بلادي''، وبالجمال مع أغنية ''يا بنت بلادي'' وأدت الطابع النايلي من خلال أغنية ''شاي لله''. بحركاتها المتميزة وصوتها العذب، تمكنت الفنانة زكية من كسب ود الجمهور. ولعل قمة الإثارة كانت مع دخول مغني الشباب كادير الجابوني، الذي أطل على شباب يحفظ أغانيه عن ظهر قلب، ويفضل منها أغنية'' لا بريفاد''، التي حركت الشباب، وجعلتهم يصلون لقمّة الانسجام معه، فاستمتعوا بأغانٍ عديدة قدمها لهم كأغنية ''جامي نسيت'' و''عين منك''. غير أن هذا الانسجام سرعان ما توقف، بعد بداية النهاية المؤسفة التي دفعت الجابوني للمغادرة متأسفا، دون أن يشفي غليل العشرات من الشباب الذين انتظروه مطولا، حيث جرت مناوشات انتهت بإقدام أحد المنظمين على نزع رابط الصوت والجابوني يغني، وبهذا عكّر صفو ليلة كانت غاية في الصفاء والجمال. الليلة توقفت بسبب شجار أحد المحسوبين على الجهة المنظمة مع الأمن وحسب المعلومات التي تمكنا من استقائها، فإن شابا محسوبا على الجهة المنظمة، أي محافظة المهرجان بالديوان الوطني للثقافة والإعلام، تجاوز حدود اللباقة مع عناصر الأمن، عندما منع من التحرك بحرية بالموقع، بحكم أنه شخص مجهول الهوية لديهم، وهو ما لم يعجبه، ما جعل الأمور تتطور شيئا فشيئا، إلى أن دخل الجميع في شجار، دفع المشرفين على الجانب التقني في المهرجان والمحسوب على ذات الجهة المنظمة، إلى التدخل وقطع الصوت، في حركة ''تضامنية'' مع زميلهم. سوء التصرف دفع كادير الجابوني إلى التوقف بعدها تماما عن الغناء، ومغادرة الركح، وسط غضب كبير من طرف الشباب الذين سددوا مبلغ تذكرة تتجاوز إمكاناتهم، من أجل الاستمتاع بأغانيه.