بالرغم من أنها كانت ترفع شعار ''جمعة وحدة الصف''، إلا أنها بعد ساعات قليلة من بزوغ شمس جمعة أمس، انسحب أكثر من 25 حزبا وائتلافا من إجمالي 80 حزبا وائتلافا شاركوا في المظاهرات بقلب العاصمة المصرية القاهرة، بسبب ما اعتبروه نقض التيار السلفي، الذي تجاوز عدد أنصاره ما يزيد عن نصف مليون في ميدان التحرير، الاتفاق الذي أبرمته القوى السياسية قبل الجمعة. السلفيون الذين تحولوا نحو المشاركة السياسية بعدما كانت المظاهرات من المحرمات لديهم، دعوا أنصارهم للمشاركة في مظاهرات التحرير باعتبارها واجبا شرعيا لفرض القوى الإسلامية على الساحة السياسة. وربما هذا العرض يشاركهم فيه الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين الذي أعطوا للجمعة 29 جويلية نكهة إسلامية من الطراز الأول. وقد تخطى عدد المشاركين المليون مشارك، ورفع بعض المتظاهرين لافتات مدون عليها ''خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم'' و''لا إله إلا الله.. القرآن دستورنا.. الشعب معتز بإسلامه''، ودعا المتظاهرون إلى التمسك بالوحدة والتصدي لمحاولات الفرقة التي يسعى إليها البعض، ورفض المبادئ فوق دستورية التي يدعو لها الليبراليون. وفي الصباح تحدث الدكتور صفوت حجازي، مؤكدا رفضه التام للمبادئ الحاكمة للدستور التي أعلن عنها المجلس العسكري، باعتبارها التفافا على الإرادة الشعبية. من جانبه أكد الدكتور صفوت عبد الغني، عضو شورى الجماعة الإسلامية، أن المبادئ الفوق دستورية تريد اختطاف الهوية الإسلامية لمصر، وأضاف ''لذلك لابد أن نقول لا لكل مخرب يريد العبث بالدستور''. وكان لافتا حضور الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، إلى الميدان وخاطب المتظاهرين قائلا لهم ''نحن أمة إسلامية واحدة من المحيط إلى الخليج''. ووجه تحية إلى الثورة المصرية، مؤكدا على بعدها الإسلامي، وأنها تشبه ثورة الشعب التونسي إلى حد كبير. وأكد مظهر شاهين خطيب وإمام التحرير أن تواجد الثوار فى الميدان، هو الخطوة الأولى لتحرير بيت المقدس. ووجه رسالة إلى إسرائيل قائلا: ''إن المصريين قادمون لتحرير بيت المقدس، وإنهم على أتم الاستعداد للاستشهاد فى سبيل الله''.