وقعت في جمادى الأولى وجمادى الآخرة سنة 2ه الموافق لنوفمبر وديسمبر 623م. خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في خمسين ومائة، ويُقال في مائتين من المهاجرين، ولم يُكْرِه أحَدًا على الخروج، وخرجوا على ثلاثين بعيرًا يعتقبونها، يعترضون عيرًا لقريش، ذاهبة إلى الشام، وقد جاء الخبر بوصولها من مكة وفيها أموال لقريش، فبلغ ذا العشيرة (موضع لناحية ينبع)، فوجد العِير قد فاتته بأيّام، وهذه هي العير الّتي خرج في طلبها حين رجعت من الشام، فصارت سببًا لغزوة بدر الكبرى. وفي هذه الغزوة عقد رسول الله عليه الصّلاة والسّلام معاهدة عدم اعتداء مع بني مدلج وحلفائهم من بني ضمرة. واستخلف على المدينة في هذه الغزوة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وكان اللواء في هذه الغزوة أبيض، وحامله عمّه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.