''لم أشعر أن المصريين حاقدون على الجزائر'' لم تسر تجربة اللاعب أمين عودية مع نادي الزمالك، كما كان يشتهي اللاعب، الذي وجد نفسه مجبرا على حزم حقيبته والعودة إلى الجزائر، بعد أقل من ستة أشهر بقرار من مدرب المنتخب المصري السابق والحالي للنادي حسن شحاتة، المستقدم الجديد لوفاق سطيف، في حديث خص به ''الخبر'' أكد بأنه وأن كانت تجربته المصرية فاشلة من الناحية الرياضية، إلا أنها بالمقابل كانت مميزة جدا من الناحية الانسانية. من الزمالك لوفاق سطيف كيف تم ذلك؟ الأمور لم تسر كما كنت اشتهي مع الزمالك، خاصة مع وصول المدرب الجديد حسن شحاتة للفريق، والذي قرر كما يعلم الجميع الاستغناء عن خدماتي، فرفضت البقاء في مصر، وفضلت العودة إلى الجزائر بهدف بعث مشواري من بوابة وفاق سطيف. الرئيس سرار تحمس كثيرا للتعاقد معي مقتنعا بأنه سيتمكن من الاستثمار في على المدى القريب بأن يقوم بتحويلي على غرار ما فعل مع زياية في وقت سابق، على هذا الأساس رفض استعارتي من الزمالك، ووافق على دفع مبلغ 125 ألف دولار مقابل شراء عقدي بالكامل، وأنا من جهتي وافقت على التوقيع لموسمين لصالح الوفاق. هل صحيح أنك رفضت عروض من أندية مصرية وفضلت العودة للجزائر؟ صحيح، رفضت عرضين من نادي حرس الحدود والجونة، حتى وإن كنت سأحصل على مبلغ محترم يترواح ما بين 200 إلى 300 ألف دولار، فهذا لم يكن مغريا بالنسبة لي. عندما غادرت شبيبة القبائل لنادي الزمالك المصري كان ذلك من أجل الارتقاء لمستوى أعلى واللعب على رهانات أكبر. اللعب لنادي مثل حرس الحدود كان بالنسبة لي عودة للوراء، مع فريق يلعب أمام مدرجات خالية، ومغيب في وسائل الاعلام هناك. فلاعبهم الدولي أحمد عيد عبد المالك الذي يبقى لاعبا من الصف الثاني مقارنة بلاعبي الأهلي والزمالك الدوليين، رغم أنه لاعب مميز بالفعل، بغض النظر عما حدث معه في مواجهة الجزائر الأخيرة في النهائي العسكري. مدرب الزمالك شحاتة استغنى عن خدماتك فور تعيينه على رأس الفريق، هل تعتقد أنه يصفى حساباته مع الجزائر؟ لا أتصور ذلك، كوني مقتنعا أن المصريين تجاوزوا تماما الأزمة الماضية، كل ما في الأمر أني لم أكن أدخل في خيارات شحاتة، والتي أحترمها، حتى وإن كنت لا أفهم مبرراتها، فلازلت أتساءل على أي أساس قيمني، وقرر بالتالي الاستغناء عن خدماتي. كان عليه أن يراعي الظروف الصعبة التي مررت بها منذ وصولي للفريق، خاصة مع الإصابات التي لاحقتني، والتي جعلتني لا ألعب أكثر من 230 دقيقة لا غير في البطولة. هل تعتقد أنه تسرّع في الحكم عليك؟ أكيد، لكن هذه طبيعة التفكير السائدة في مختلف البطولات العربية. اللاعب المحترف بالنسبة لهم يجب أن يقدم مستويات عالية، ولا يتعب ولا يصاب. فمثلا ما يحدث مع زياية في اتحاد جدة، في كل مرة يتحدثون عن تسريحه، رغم أنه من أفضل اللاعبين وسجل لحد الآن 25 هدفا. ليس ذنبي أني أصبت ثلاث مرات خلال تواجدي في الفريق. على كل هذه لم تكن طريقة تفكير حسام حسن الذي كان مقتنعا بخدماتي، عمل المستحيل لكي يفرضني في الفريق لكن الإصابات لم ترحمني، مع هذا كان يعول علي كثيرا لو بقي في الفريق بجانب ميدو. للأسف هذا لم يتم واضطررت لمغادرة الزمالك بحسرة كبيرة. هل صحيح أنك كنت وراء عدم انتقال لموشية لذات الفريق؟ سمعت مثل هذا الكلام، وهو عار من الصحة تماما. لموشية تحدث معي قبل يوم من تعاقده مع اتحاد العاصمة، وأخبرني أنه لم يتوصل لأرضية اتفاق مع مسؤولي الزمالك بسبب الشق المالي، لقد طلب الحصول على خمسين بالمائة من قيمة العقد، وهو ما رفضه مسيرو الزمالك. قلت منذ قليل إن المصريين تجاوزوا ما حدث خلال أزمة مباريات كأس العالم الأخيرة، كيف وصلت لهذه القناعة؟ من خلال ما لقيته منذ أول يوم وصلت إليه القاهرة، من استقبال وترحاب من المصريين ككل، لاعبين ومسيرين وأنصار، وحتى أبسط الناس هناك، لم أشعر يوما بأن لديهم ضغينة أو حقدا تجاه الجزائر. لاعب مثل ميدو فتح لي باب بيته واستقبلني وقدمني لوالديه وأبنائه، كذلك الحال مع شيكابالا وهاني سعيد وغيرهم، كنت مرتاحا تماما ولم أشعر أبدا بأني غريب أو شخصا غير مرغوب فيه. لم تفتح مع هؤلاء موضوع الأزمة الماضية؟ لم يحدث ذلك ولو أني شعرت خلال الأيام الأولى استغراب البعض منهم قبولي المجيء إلى مصر، واللعب هناك بعد كل ما حدث، لكنهم أدركوا بالمقابل أن قبولي لهذا التحدي دليل على أني أملك شخصية قوية. تواجدك في مصر تزامن مع الثورة هناك التي أطاحت بنظام الحكم. كيف عشت تلك التجربة؟ لقد عرفت من خلال هذه الثورة مدى درجة الوعي والمستوى الثقافي للشعب المصري، مررت في عدة مناسبات غير بعيد عن ميدان التحرير، وكنت أشاهد التجمعات المليونية هناك، تجمعات سلمية لم تعرف أي تجاوزات تذكر، كنت أقول ماذا كان سيحدث لو كان الحال نفسه في الجزائر، وشهدنا تجمعات مليونية. لم تفكر في الرحيل وقتها؟ كنت مرتاحا، كنت أقيم في حي هادئ في الزمالك، بعيد عن الأحداث، أكثر من هذا كنت أضحك على زملائي عندما ألاحظ خوفهم وتوترهم عند سماع صوت الرصاص خلال تلك الاحداث، كنت أقول لهم، هذا أمر بسيط بالنسبة لي، هذا قطرة من بحر مما عشناه نحن في الجزائر. ما هي أهدافك المستقبلية مع وفاق سطيف؟ العودة لأفضل مستواي، وتحقيق مشوار جيد مع الوفاق. وأنا متفائل برغم التغيير الجذري الذي عرفه الوفاق، متفائل خاصة مع وجود صديقي جابو الذي لعبت معه في مختلف فئات المنتخب الوطني، أتمنى بقاء حاج عيسي لتكوين ثلاثي سيقول كلمته الموسم المقبل، وأعد الأنصار بأن أفعل المستحيل لأكون في مستوى ثقتهم وثقة الرئيس سرار.