سكون في مقري الأرندي والأفالان، سلطاني في مكتبه وخندق يداوم في الأرسيدي دخلت الأحزاب في حالة ''استقالة ظرفية'' من النشاط السياسي خلال الأيام الأولى من شهر الصوم، لاعتبارات اجتماعية ترتبط، في الغالب، بانشغال كوادر الأحزاب ومناضليها بالأعباء الاجتماعية التي يفرضها شهر رمضان. فيما تتوجه بعض الأحزاب الإسلامية تحديدا إلى نشاطات لها علاقة بايديولوجياتها وعقيدتها السياسية. برغم حرارة الجو والحراك الاجتماعي الراهن في الجزائر، وخطورة الأوضاع الإقليمية المحيطة بالجزائر، فإن برودة سياسية كبيرة تعم مقرات الأحزاب التي زرناها، أمس ، في ثاني يوم من شهر رمضان. حركة قليلة وغياب تام للإطارات والقيادات عن المقرات التي يزورها بعضهم بعد الافطار للسمر أو للنقاش السياسي الهامشي. كانت الساعة 11 عندما وصلنا إلى مقر التجمع الوطني الديمقراطي ببن عكنون، كنا نود لقاء أي من المسؤولين في الحزب للدردشة معه حول نشاطات الحزب المقررة في شهر رمضان، وكنا نود استطلاع أجواء المقر خلال الشهر الفضيل، لكن عون الاستقبال أبلغنا أن لا أحد من قيادات الحزب موجود في الداخل، وأكد أن هناك اجتماعات تتم في المقر الولائي بشأن تحضير الندوة الجهوية للإطارات التي ينظمها الحزب الأيام المقبلة في العاصمة كبديل عن الجامعة الصيفية، التي قرر الحزب التخلي عنها بسبب عدم جدواها السياسية. مقر جبهة التحرير الوطني بحيدرة مثله يشهد حركية قليلة خلال الأيام الأولى لشهر رمضان ، وأغلب قيادات الحزب لا تصل إلى المقر إلا بعد الإفطار، بحسب ما استفيد من الموظفين الذين يضطرون إلى الحضور بحكم الوظيفة، وهم وحدهم من يملؤون المقر ويبثون فيه قليلا من الروح. أحدهم قال إن أشغال اللجنة المركزية التي انتهت يوم الأحد الماضي، استهلكت الكثير من جهد قيادات الحزب، بالنظر إلى حساسية الدورة هذه وتزامنها مع حالة الانشقاق التي يعرفها الحزب، ولذلك من الطبيعي أن يركنوا إلى الراحة خلال الأيام الأولى لشهر رمضان. مقر حزب الأرسيدي الذي يبدو للوهلة الأولى غارقا في الصمت والهدوء، كان فيه بعض الحركية. المشرفون على موقع الحزب على الأنترنت يقومون بعملهم لمتابعة أخبار الحزب ونشرها، ويستشيرون قيادة الحزب حول إمكانية نشر أحد البيانات. وفي مكتب قيادة الحزب كان محمد خندق النائب في البرلمان وعضو المكتب الوطني للأرسيدي يزاول المداومة، أبلغنا خندق أن هناك جدولا للمداومة معلق في مكتب كل عضو في قيادة الحزب، وتُحدد قائمة المداومين والأيام والمكلفين فيها بالبقاء في مقر الحزب لمتابعة أية تطورات سياسية أو اجتماعية ممكنة ، مشيرا إلى أن الحزب يجري آخر الترتيبات التقنية لعقد لقاء جواري مع المواطنين في عين البنيان في الضاحية الشرقية للعاصمة ، في إطار اللقاء الجوارية التي يجريها رئيس الحزب سعيد سعدي مع المواطنين في الولايات. على نقيض البرودة السياسية، يبعث شهر رمضان حالة من النشاط في مقر حركة حمس، ويأخذ هذا النشاط اتجاها تربويا وايديولوجيا له صلة بمنطلقات الحركة الأساسية. مناضلو الحركة افترشوا القاعة الكبرى في أسفل المقر لإقامة الندوات الدينية والتربوية خلال شهر رمضان، وكذا بدء ترتيب موائد الإفطار الجماعي التي تنظمها هياكل الحركة كل سنة، وفي الطابق الرابع، كان رئيس الحركة أبو جرة سلطاني في مكتبه، يجري الاتصالات ويتابع نشاطات المكاتب الولائية للحركة. وقال سلطاني، خلال لقاء خاطف معه، إنه يستغل شهر رمضان لإنهاء الكثير من الأعمال ذات الصلة بالحركة التي لم تتح له فرصة إنهائها في وقت سابق.