انتفض سكان حي ''الباطوار'' بمدينة سطيف، في ساعة مبكرة من صبيحة أمس، في وجه الحركة التجارية المعهودة بالمكان، حيث أضرموا النار في العجلات المطاطية، وأغلقوا كل المنافذ إلى الحي المذكور بالمتاريس والحجارة والأتربة، بما فيها الطريق الوطني رقم 9 الذي يتوسط المكان، ومنعوا مئات التجار من فتح أبواب محلاتهم لبيع المواد الغذائية بالجملة. وطالب السكان بضرورة رحيل التجار عن حيهم، بعدما عانوا لسنوات عديدة من ضجيج الشاحنات الكبيرة والغبار والدخان المتصاعد من كل مكان، مما حرم السكان من فتح نوافذهم، زيادة على تعرضهم لمضايقات كثيرة من بعض الوافدين من ولايات أخرى للتزود بالمواد الغذائية، وتحول حيهم إلى مكان مفضل لعصابات السرقة وتزوير العملة وترويجها. وبعد الأمل الذي علقه سكان هذه الأحياء، على خلفية القرار الأخير لوالي الولاية الأسبق والقاضي بتخصيص قطع أرضية في المنطقة المقابلة للحي وتحويلها للنشاط التجاري ومستودعات التخزين بعيدا عن المنطقة السكانية، إلا أن الأمر بقي على حاله، وبالتالي ترحيل جميع التجار بأمر من رئيس الجمهورية الذي كان قد اطلع على ملف هؤلاء. ورغم انتهاء الأشغال بهذه المحلات، المفترض أن ينتقل إليها أزيد من 300 تاجر، إلا أن الكثير منهم رفضوا المغادرة بحجة قدم القاعدة التجارية لمحلاتهم القديمة، ولم ينتقل إلى المنطقة الجديدة سوى العشرات فقط، أمام استياء ومعاناة حقيقية لحوالي 1000 عائلة. فيما يبقى السؤال كبيرا حول ماهية الذين استفادوا من تلك القطع الأرضية التي كان من المفروض أن تخصص للعمل التجاري فقط، لكنها صارت اليوم فيلات ومساكن فاخرة تطل على الطريق الوطني رقم 9، وتجاور أكبر أسواق السيارات على المستوى الوطني .