عاش، أمس، ساحل أرزيو كارثة بيئية نتيجة تدفق كميات كبيرة من الزيت والمازوت باتجاه مياه البحر، انطلاقا من ميناء أرزيو، حيث تشكلت بقعة كبيرة في مساحات هامة، الأمر الذي استدعى إدارة محطة تحلية مياه البحر ''كهرما'' إلى اتخاذ قرار فوري بتوقيف الإنتاج إلى أجل غير مسمى. وقد شهدت المنطقة الصناعية أرزيو بوهران حالة استنفار كبيرة، وذلك بفعل تسرب كميات هائلة من المازوت والزيت، مشكلة بقعة كبيرة في البحر امتدت على مساحة شاسعة. وأوضحت مصادر مطلعة من داخل المنطقة الصناعية بأن لون البحر تحول بشكل سريع إلى أسود قاتم بدل لونه الطبيعي، مرجعة أسباب هذا الوضع إلى وقوع تسرب من إحدى البواخر البترولية التي كانت داخل الميناء. وأمام هذا الحادث الطارئ، اضطرت مصالح محطة تحلية مياه البحر ''كهرما'' الواقعة داخل المنطقة الصناعية، إلى توقيف الإنتاج كإجراء احترازي مخافة وقوع أي تلوث أثناء عملية التحلية، حيث أفادت السيدة بن زلماط التي تشغل منصب المدير بالنيابة، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، بأن مشكل التلوث يتجاوز المحطة، ويتعلق بنشاط مصالح سوناطراك في إشارة منها إلى البواخر البترولية، مضيفة بأن الإدارة أعطت أوامر لتوقيف النشاط، وذلك إلى أجل غير مسمى، في انتظار التأكد من استئصال كل كميات المازوت والزيت المتسربة من مياه البحر، باعتبار أن المصالح الوصية جندت فرقا مختصة من أجل القضاء على البقعة. ومن المقرر أن تتسبب هذه الكارثة البيئية في اضطرابات محسوسة في التزود بالمياه الصالحة للشرب، خاصة بالمجمعات السكنية الواقعة بالمنطقة الشرقية للولاية، وذلك إلى غاية استئناف محطة ''كهرما'' لنشاطها الذي لم تجزم أي جهة بموعده، باعتبار أن المحطة تضمن تزويد مؤسسة ''سيور'' بمعدل 60 ألف متر مكعب من مياه الشرب يوميا. وقد أصبحت هذه الوضعية تتكرر بشكل مقلق، لدرجة أن بعض السكان تفاجأوا في وقت سابق بوجود رائحة المازوت في مياه الحنفيات بفعل تغلغلها أثناء عملية تحلية مياه البحر، ما يهدد السكان بحالات تسمم، الأمر الذي يستدعي اتخاذ إجراءات صارمة، خاصة أن هناك تنظيمات قانونية تحظر مثل هذه التسربات التي تلوث البيئة وتقضي على الأسماك، من بينها اتفاقية برشلونة الدولية التي وقعتها الجزائر قبل سنوات.