عاش نهار أمس الميناء الصناعي لأرزيو حالة استنفار قصوى إثر تعرض الأنبوب الرئيسي لشحن مادة البنزين سريعة الالتهاب إلى انفجار تسبب فيه توسع منطقة التصدع التي لم يتم التفطن لها إلى فجوة كبيرة ونتج عنه تسرب كميات معتبرة جدا من المازوت شكلت بقعة زيتية شاسعة امتدت تحت تأثير الأمواج والتيارات الهوائية إلى ساحل الميناء. ويسري التخوف من احتمالات التعرض إلى كارثة صناعية وبيئية قد تؤثر على عمليات شحن البترول مثلما قد تزحف سمومها نحو إهلاك الثروة السمكية بالمنطقة القريبة جدا من ميناء الصيد. وذكر مصدر موثوق أن خطورة الحادث أجبر مسؤولين سامين بالمنطقة الصناعية والأجهزة الأمنية للتنقل إلى عين المكان والإعلان عن حالة طوارئ جندت لها فرق مختصة من أعوان مقاومة الحرائق الصناعية وترسانة من عتاد وأجهزة التدخل قصد تدارك تدفق البنزين على مستوى القناة الرئيسية للشحن وتطويق اجتياح البقعة التي طفت على السطح مباشرة بعد الانفجار المسجل تحديدا على مستوى رصيف الشحن (س1) أو (S1). وقد ساعدت الرياح الجانبية التي هبت بالمنطقة يوم أمس وكذا التيارات البحرية الناتجة عن ذلك على امتداد مساحة البقعة الزيتية وانتقالها من موقع الحادث إلى ساحل الميناء الصناعي، وأفاد مصدرنا أنه ولحد كتابة هذه السطور لم يتم التحكم في أمر الأنبوب المثقوب وفي تسربات الوقود الناجمة عنه، وقد علمنا أيضا أن الكميات التي كان هذا الأخير بصدد نقلها كانت هائلة جدا وسبب الحادث خسائر كبيرة للبنزين الضائع لم يتم تحديدها بدقة مع تواصل التدفق الحاصل، ويبقى التخوف مما قد يحدثه التصدع من مخلفات وخيمة على النشاط الصناعي والثروة السمكية بالمنطقة قائما على أساس أن الحالة التي يعرفها الأنبوب الرئيسي للشحن من درجة متقدمة في الاهتراء تستدعي إجراء عملية صيانة متقنة وشاملة وتتطلب مدة أشغال تمتد إلى عدة أيام، مما يعني تأثر نشاط شحن المواد البترولية بأجل الإنجاز لاسيما وأن الحادث قد طال القناة الرئيسية نفسها، كما أن موقع هذا الميناء المقارب لموقع ميناء الصيد البحري لأرزيو يرجح أنه يمثل عاملا مساعدا لظهور كارثة بيئية تكون الأسماك والحيوانات البحرية التي تعيش وتتكاثر على مستواه من أبرز وأهم ضحاياها خاصة وأن تلك البقعة الزيتية التي أخذت تزحف في اتجاهات عشوائية حسب تحركات الأمواج من السهل جدا أن تغزو بيئة الأسماك وتتسبب في تسميمها وإبادتها جماعيا. خيرة غانو