يبقى المدافع الصلب سلاطني مراد، واحدا من خيرة ما أنجبت الكرة العنابية في العشريتين الأخيرتين، بمعية أخويه ياسين ورضا من أب بطل في الملاكمة. كانت بدايته في صلب عنابة ثم اتحاد عنابة الذي كان يضم ألمع العناصر، يتقدمهم جغال، قريش، قطاي، معيزي وغيرهم، قبل أن تكون رحلته إلى مولودية العاصمة موفقة، حيث تألق مع ''العميد'' بداية من الجولة الثامنة ضد شبيبة القبائل، ومن ثم كانت بداية سلاطني الحقيقية. وتنقل اللاعب إلى شباب بلوزداد في أنجح تجربة على الإطلاق، لأنها دفعته إلى طرق أبواب المنتخب الوطني في نهائيات كاس أمم إفريقيا 1996 في بلاد ''مانديلا'' جنوب إفريقيا، حيث استدعاه الناخب الوطني وقتها علي فرفاني الذي كان يعرف قيمة مراد جيدا، وأشركه أساسيا طيلة الدورة. وبلغ سلاطني رفقة ''الخضر'' الدور ربع النهائي ضد منظم الدورة جنوب إفريقيا في جوهانسبورغ أمام جمهور قياسي وجو ممطر، وانهزم ''الخضر'' بصعوبة بنتيجة (21) وخرجوا مرفوعي الرأس من الدورة. وكانت هذه المقابلة أفضل لقاء لعبه سلاطني في مشواره، بالرغم من الهزيمة التي تزامنت مع شهر رمضان. وقد أمضى أشبال فرفاني الأيام الخمسة الأولى صائمين، كما قال سلاطني، ''كنا صائمين بصورة عادية ومعنا المنتخب المصري في الفندق، ولكن بعدها اقتنعنا بالفتوى من قبل الأئمة التي تقضي بإفطارنا، لأننا في مهمة، وهو الأمر الذي حدث بإفطارنا لمدة 12 يوما إلى غاية إقصائنا أمام البافانا البافانا''. ''هذه القصة الحقيقية مع المرحوم قاسمي'' يتذكر الجميع لقاء شبيبة القبائل ضد اتحاد عنابة يوم 18 ماي 2000، عند سقوط المرحوم قاسمي على الأرضية الصلبة لملعب أول نوفمبر بتيزي وزو وتوفي إثرها، حيث عاد بنا سلاطني إلى الوراء قائلا ''أتذكر لما وزع موسوني كرة طويلة ارتقيت من أجل إخراجها، لكن قاسمي، رحمه الله، كان أسرع مني وخطفها مع لمسي من الخلف، ولما سقطنا معا سمعت رأسه يصطدم بالأرض الصلبة كأنه انفجار قارورة غاز، وقتها عرفت أن حالته خطيرة وتم نقله إلى فرنسا وجاءنا الخبر الأليم، وكنت حاضرا في جنازته وسلمت على الوالدة وكنت مستعدا لنقلها إلى العمرة تنفيذا لحلم المرحوم. وأتذكر أنه تحدث مع الحارس بوغرارة قبل وفاته بليلة عن تسديده للديون، كأنه أحس بقرب أجله.. رحمه الله''. ''لهذا السبب لم أحترف في جوفنتوس وسبورتينغ لشبونة'' نقطة مهمة أشار إليها سلاطني هي قضية عدم احترافه رغم تلقيه لعروض مغرية منها جوفنتوس الإيطالي وسبورتينغ لشبونة البرتغالي، بشهادة المواقع الإلكترونية وقصاصات الجرائد آنذاك. وقال مراد في هذا الصدد ''مشكل السن والعشرية السوداء التي كانت تعيشها الجزائر، جعلت كل لاعبي ذلك الجيل يفضلون البقاء بجانب عائلاتهم، وكان الكثير من اللاعبين قادرين على التألق خارج الوطن''. ''التسيير الفاشل هو سبب تراجع اتحاد عنابة'' وعن اتحاد عنابة قال سلاطني ''أتذكر سنتي 19992000 لما كان الفريق يضم بوعصيدة، عباسي، دلالو، عليم وويشاوي، حققنا نتائج رائعة في البطولة وضمنا المشاركة العربية، لكن التسيير الفاشل جعل غالبيتهم يغادرون مكرهين، ولو تم الإبقاء عليهم لحققنا نتائج أفضل في الموسم الموالي. أما عن الموسم المنقضي فدون تعليق لأن النتائج تتحدث وحدها، وهنا أشير إلى أن منادي لم يتصل بي مباشرة بل كلف بلعيكوس بالحديث معي وكنت مع العائلة وطلبت منه الحديث في اليوم الموالي، لكن فوجئت بمنادي يقول في الندوة الصحفية إني رفضت العرض، وبعدها عرفت أن بلعيكوس لم ينقل الحقيقة بصدق ومنادي يعلم بذلك، وهذا دليل على التسيير السلبي الذي يعبر عن الوضعية التي وصل إليها الفريق''.