يحتل مسجد سيدي أحمد بن يوسف موقعاً روحياً في نفوس سكان مدينة مليانة بولاية عين الدفلى، باعتباره من أقدم المساجد بوسط البلاد، إذ يرجع تاريخ بنائه إلى العهد العثماني سنة 1774م، بهندسة معمارية ظلّت محافظة على قيمتها التراثية الحضارية رغم تعاقب الأزمنة والأجيال . الفضاء الروحي الّتي يملأ نفوس المليانيين خلال شهر رمضان، بقربهم من هذا المعلم، لا يفارق أيّ فرد من أفراد مدينة زكار، الّتي شهدت بناء مسجد في القرن الثامن عشر من طرف باي وهران، محمد بن عثمان الكبير، على ضريح الولي الصّالح سيدي أحمد بن يوسف الّذي تمّ دفنه بذات المكان سنة 1526م . ومن جانب مركزه التراثي والديني ظلّ ذات المعلم يحمل قدسية طالمَا نلمسها عند كلّ شخص زائر أو فرد من أبناء المنطقة، الّذين حافظوا على تشكيله المعماري، الّذي يبرز تلك القاعة المعمّدة والمسقوفة بقُبّة من 8 أضلاع يلفه حصن مُحاط بأروقة وطابق علوي يمثّل جمالية الفن المِعماري العثماني، باعتباره الطابع الهندسي السّائد بالمنطقة، ممّا حظاه أن يكون رمزاً تاريخياً وحضارياً وروحياً لا تنقطع عنه الزيارات في أيّ لحظة من يوميات المليانيين الذين سايروا ثقله المعنوي، حيث لم تفلح السلطات الفرنسية في تحويل المسجد إلى مستشفى عسكري سنة 1840م . وبعد الاستقلال تمّ دمج المسجد رفقة الزاوية المحاذية له سنة 1976م لتكون ضمن التراث الوطني، حيث صار منارة للعِلم والدروس الفقهية والوعظية وحلقات التّهليل والتّجليل والمُناجاة تقرّباً لرضوان الله عزّ وجلّ . الأمر الّذي جعل الولاية تخصّص له مبلغ 9 ملايير سنتيم لتجسيد ترميمات كبرى حفاظاً عليه من الاندثار .