من المرتقب أن تعلن الجزائر اعترافها الرسمي بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، وذلك بصفته ممثلا للشعب الليبي بعد انهيار نظام حكم العقيد معمر القذافي. يأتي هذا الموقف بعد اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة المبادرة العربية للسلام، في العاصمة القطرية الدوحة، والذي عرف مشاركة الجزائر ممثلة بوزير الخارجية مراد مدلسي، وهو الاجتماع الذي خرج بتوصية في بيانه الختامي بدعوة المجلس الانتقالي الليبي إلى حضور اجتماع المجلس الوزاري المقرر عقده بالقاهرة يوم السبت المقبل، من أجل ملء الشغور المطبق منذ شهر فيفري الماضي. وتقول مصادر دبلوماسية جزائرية ل''الخبر''، ''يوجد إجماع عربي على تقديم يد العون للشعب الليبي من أجل طي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة يشرع من خلالها في إعادة بناء ما خربته الأحداث الأليمة الأخيرة''، مشيرة إلى مشاركة الجزائر ممثلة بوزير الخارجية مراد مدلسي في اجتماع الدوحة، ''يحمل عدة رسائل للقادة الجدد في ليبيا''. وعن خلفية هذا الموقف، تشير نفس المصادر إلى تصريحات سابقة لوزير الخارجية مراد مدلسي، والتي أكد فيها أن اعتراف الجزائر بالمجلس الوطني الليبي مرهون بتبني موقف ''جماعي'' تحت مظلة جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، رافضا في الوقت ذاته طرد السفير الليبي مثلما حصل في دول أخرى. وحسب نفس المصادر، فإن الموقف الجزائري تجاه ليبيا ب''المنسجم'' مع موقف الجامعة العربية التي أقرت تجميد عضوية ليبيا وموقف الاتحاد الإفريقي الذي حدد خريطة الطريق لحل الأزمة الليبية. وفي هذا السياق، من المقرر أن يعقد مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الأفريقي اجتماعا طارئا مخصص لمناقشة الوضع الجديد في ليبيا، وذلك على مستوى رؤساء الدول، حيث ترجح مصادرنا أن يعلن الاتحاد الأفريقي عبر مجلسه للأمن والسلم، اعترافه هو أيضا بقادة ليبيا الجديدة. ويفسر الموقف الجزائري على أنه ''متريث إلى أبعد الحدود'' في الوقت الذي سارعت دول عربية وأفريقية إلى إعلان اعترافها بالمجلس الانتقالي، في خضم الوضع السائد سابقا، وهو ما تعتبره الجزائر تدخلا في الشؤون الداخلية للغير، من دون أن تغلق باب الاتصالات مع بعض شخصيات المجلس الانتقالي، عبر بوابة الوساطة التي قام بها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن جبر آل ثاني الذي زار الجزائر في عجالة شهر ماي الماضي والتقى مع الرئيس بوتفليقة وكبار المسؤولين في الدولة من بينهم الوزير الأول أحمد أويحيى ووزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي وعبد القادر مساهل وزير المنتدب للتعاون الأفريقي والمغاربي. وتفيد تسريبات بأن أمير قطر عرض على بوتفليقة وساطته مع ''الثوار'' من أجل كبح جماح اتهاماتهم للجزائر بدعم القذافي بمرتزقة وبالسلاح والعتاد العسكري، وذلك لما للدوحة من تأثير عليهم على خلفية الدعم الذي توفره لهم في سبيل الإطاحة بنظام القذافي.