اغتالت مجموعة إرهابية، ليلة أول أمس، شرطيين كانا ينظمان حركة المرور أمام مسجد البلدية عندما باغتتهما المجموعة الإرهابية بوابل من الرصاص من سيارتين على مستوى الشارع الرئيسي لبلدية حسناوة الواقعة بالمدخل الشمالي لبرج بوعريريج. العملية التي جرت حوالي الساعة العاشرة ليلا، أدت لإصابة شاب كان خارجا من المسجد برصاصة على مستوى الركبة، ليلوذوا بالفرار نحو وجهة مجهولة، بينما تم نقل الشرطيين والمواطن المصاب إلى مستشفى بوزيدي، الذي عاش حالة استنفار، حتى ساعة متأخرة من صباح أمس. عاشت برج بوعريريج حالة طوارئ عقب تنفيذ مجموعة إرهابية عملية اغتيال في الشارع الرئيسي لبلدية حسناوة، عقب صلاة التراويح، أودت بحياة كل من محافظ الشرطة دريس لحسن من مواليد 69 ببرج بوعريريج، متزوج وأب لطفلين، وجريد عمر من بلدية بن داود من مواليد 72 متزوج وأب لأربعة أطفال، كانا ينظمان حركة المرور عقب انتهاء صلاة التراويح. كما أصيب الشاب بوسطارة رضوان، 19 سنة، برصاصة في الركبة. وأفاد شهود عيان أن إطلاق الرصاص وقع في المنعرج الذي يتوسط مدينة حسناوة بالقرب من مقر الأمن الخارجي للشرطة ببلدية حسناوة، وحسب مصادر متطابقة، فإن الجماعة الإرهابية كانت على متن سيارتين، الأولى من نوع ''رونو إكسبريس'' والثانية من نوع ''فولف''، حيث قاموا بإطلاق وابل من الرصاص أصيب على إثره شرطيان كانا في مهمة اعتيادية في الشارع الرئيسي الذي يتوسط مقر بلدية حسناوة المعروفة باسم ''الشرشار''، بعدة طلقات على مستوى الصدر ومناطق متفرقة من الجسم، توفيا في عين المكان، بينما نقل الشاب رضوان إلى مصلحة الاستعجالات ومنها إلى غرفة العمليات، وغادر المستشفى بعد إخراج الرصاصة من ركبته. وخلّف الحادث صدمة كبيرة بين رفاق الضحيتين وأهاليهم الذين وصلوا إلى المستشفى بعد دقائق من وصول الجثتين، وتوالى الوافدون من أقارب الشرطيين والسلطات المحلية المدنية والعسكرية، حيث ألقى الجميع نظرة على جثماني الفقيدين وسط تدافع كبير، قبل تحويلها إلى مصلحة حفظ الجثث. وحسب مصدر طبي، أصيب دريس لحسن بخمس طلقات، إحداها في القلب وثلاث في البطن، بينما أصيب عمر بأربع طلقات على مستوى الصدر والساقين. وبمنزل لحسن دريس بحي 1008 تجمّع المئات من المواطنين المتعاطفين وجيران الضحية، لتعزية الأسرة، وكان شقيقاه منهارين تماما، في حين توجد والدته في البقاع المقدسة لأداء عمرة رمضان. وقال لنا صهره (خدعونا فيه، وموت الخدعة صعيب)، في إشارته إلى نبإ الاغتيال. بعض رفاق الضحية أكدوا ل''الخبر'' أنه معروف بخصاله الحميدة والتحق بالشرطة سنة 92 وقضى أكثر من 10 سنوات من الخدمة في سنوات الجحيم بالعاصمة، ليرحل عن هذه الدنيا قبل عودة أمه من مناسك العمرة. أما عمر فمن بلدية بن داود التي تبعد حوالي 70 كلم عن عاصمة الولاية، وكل ما تمكنا من معرفته حول الفقيد هو حسن خلقه وفرحته الكبيرة بالالتحاق بصفوف الشرطة. وتأتي هذه العملية الإرهابية، بعد أسبوعين، من القضاء على إرهابي من بلدية حسناوة وإصابة آخر بمنطقة دار الزيتون في بلدية مجانة، خلال اشتباك بين الجماعة الإرهابية وقوات الأمن المشتركة. للتذكير تشن القوات المختصة في محاربة الإرهاب، منذ حوالي شهر، حملة تمشيط ما تزال مستمرة، سمحت بتفكيك عدة كازمات، ما يغذي الاعتقاد أن هذه العملية جاءت لفك الحصار عن المجموعة الإرهابية الناشطة على حدود ولايات البويرة وبرج بوعريريج وبجاية. يذكر أن الحادث يعد الأول من نوعه بولاية برج بوعريريج منذ عملية المنصورة ضد أفراد الدرك الوطني في جويلية 2009، التي خلفت مقتل 14 دركيا، كما عرفت الولاية مقتل ضابط شرطة في عملية توقيف مجرم متابع قضائيا ببلدية رأس الوادي السنة الماضية.