بثت، ليلة أمس الثلاثاء في حدود الساعة العاشرة إلا ربع جماعة إرهابية مجهولة العدد والهوية الرعب في أوساط قاطني بلدية حسناوة شمال برج بوعريريج بتنفيذها عملية دموية استهدفت شرطيين أدت إلى وفاتهما وكذا إصابة شاب في اشتباكات بكاحله. وجاء منفذو الاغتيال الشنيع على متن سيارتين الأولى من نوع “رونو اكسبريس” و الثانية من نوع “فولكس فاڤن ڤولف” قبل أن يفتحوا وابل الرصاص في وجه الضحيتين اللتين كانتا بالقرب من مقر الأمن الخارجي للشرطة بالشارع الرئيسي بالبلدية، وقد لفظ الشرطي (ج. عمر) أنفاسه الأخيرة في مكان الاعتداء، بينما توفي (د. لحسن) في طريق نقله إلى المستشفى، فيما نجا الشاب ( رضوان. ب) البالغ من العمر 19 سنة والذي كان بالقرب من موقع الاشتباك بعدما تم استخراج الرصاصة من ساقه. شهيدا الواجب ربا أسرتين الشرطي (د. لحسن) البالغ من العمر 42 سنة ويحمل رتبة عون، رب أسرة وأب لطفلين، الأول يبلغ من العمر 7 سنوات والثاني 3 سنوات، كان قد اشتغل بالجزائر العاصمة لأكثر من 10 سنوات في العشرية السوداء قبل أن يعود إلى ولايته الأم بين أهله، وكذا الشأن بالنسبة ل (ج. عمر) البالغ من العمر 39 سنة برتبة قائد دورية، أب لأربعة أطفال، امتدت إليهما يد الغدر وهما في خضم تأدية مهامها بمنطقة الشرشار التي تتوسط مقر البلدية، حيث استغلت العناصر المنفذة للعملية موعد خروج المصلين من صلاة التراويح وحركة السيارات المتجهة والقادمة من دائرة زمورة المجاورة لتنفيذ في حقيهما اغتيالا جبانا. وقالت مصادر مطلعة ل “الفجر” إن الشرطي (د. لحسن) أصيب ب 5 طلقات إحداها في الساق اليسرى وأخرى على مستوى القلب وثلاث رصاصات في البطن، أما الضحية (ج. عمر) فقد أصيب بأربع رصاصات على مستوى الصدر والساقين والبطن ما تسبب في مقتلهما، فيما نجا الشاب رضوان من الموت بأعجوبة، حيث تسبب وجوده في مسرح الجريمة إلى إصابته على مستوى كاحله قبل أن تفر هذه العناصر مجهولة العدد والهوية إلى وجهة غير معلومة، فيما تم نقل جثتي الضحيتين إلى المستشفى المركزي “بوزيدي لخضر” بعاصمة الولاية، الذي عاش حالة طوارئ على إثر استقباله للضحايا. بلدية حسناوة اهتزت للحدث والسكان عاشوا ليلة بيضاء خلفت العملية الإرهابية في أوساط سكان هذه المنطقة الهادئة هلعا وذعرا كبيرين لاسيما أنهم لم يشهدوا من قبل حوادث مشابهة، أين هرع المصلون الذين كانوا قد وقفوا على الجريمة فور خروجهم من صلاة التراويح إلى منازلهم وأوصد أصحاب المحلات والمقاهي أبوابهم تخوفا من حصول أية مضاعفات، فيما التحقت تعزيزات أمنية مكثفة من الشرطة والدرك الوطني للمنطقة وتم وضع الحواجز على مستوى الطريق الذي يتوسط البلدية ويربط مدينة برج بوعريريج بالبلديات الشمالية للولاية ومقر دائرة زمورة، كما اتخذت مصالح الأمن بعاصمة الولاية إجراءات تأهبية مماثلة وحالة طوارئ على مستوى المقرات الأمنية والشوارع الرئيسية تحسبا لأية عمليات أخرى قد تلجأ العناصر الإرهابية إلى تنفيذها.