البزنسة باسم ''الجهاد'' حققت ثراء فاحشا لأمراء القاعدة على حساب مجندين مغرر بهم كشفت التحقيقات الأمنية حول الثراء الفاحش لعائلات الإرهابيين، عن معلومات في غاية الأهمية حول مصادر تمويل للتنظيم وعائلات قادته في إمارتي الشمال والصحراء، وأهمها المعلومات المتداولة حول صفقة كراء سيارات نقل، أبرمتها شركة خاصة ملك لأحد أشقاء الإرهابي ''عبد الحميد أبو زيد''، واسمه الحقيقي ''محمد غدير'' مع شركة بترولية بريطانية لعدة سنوات، تم فسخ عقدها بعد انكشاف الفضيحة العام الماضي. تؤكد المعلومات التي تحصلت عليها ''الخبر''، بأن أحد أشقاء ''أبو زيد'' أمير كتيبة الفاتحين في تنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ''، حصد الملايير من وراء صفقة كراء سيارات تنقل عمال وفنيي شركة بريطانية بترولية، على مستوى بعض ورشاتها في اليزي جنوبا، وهي شركة رائدة في مجال التنقيب على المحروقات في الجزائر ودول أخرى. وتوصلت مختلف مصالح الأمن إلى المعلومات المذكورة، من خلال اعترافات أفراد عائلة الإرهابي ''أبو زيد''، الذي تخصص في التهريب واختطاف السياح. وكان وراء عمليات استهدفت قوات الجيش والدرك والجمارك في الصحراء، وهي اعترافات جاءت في سياق تحقيقات باشرتها فرق الأمن العام الماضي، وأحالت الملف على العدالة في بعض محاوره على الصعيد الجنائي. فيما تواصلت التحقيقات بخصوص الأموال التي حصدتها عائلة الإرهابي لفائدتها، أو لفائدة التنظيم لكشف المستور حول ثراء عائلات قياديي التنظيم الإرهابي باسم ''الجهاد''. وتؤكد المعلومات المتوفرة، بأن الصفقة التي أبرمتها شركة خاصة لكراء السيارات، وهي ملك لشقيق ''أبو زيد''، والذي تم سماع أقواله سابقا من طرف مصالح الأمن، تمت لأكثر من ثلاث سنوات بين الشركة البريطانية المعروفة وبين شقيق متزعم اختطافات الأجانب، تضمنت نقل إطارات الشركة بين ورشات عملهم في حقول البترول في إليزي ومناطق مجاورة لها. وفيما تحرت مصالح الأمن حول ما إذا كانت الشركة البريطانية على علم بهوية طرفها الثاني في الصفقة كراء السيارات من عدمه، فالأكيد أنها كانت تعتمد في إبرام صفقات مماثلة على أبناء المنطقة والعارفين لمسالكها، لضمان أمن أكثر لفنييها، الذين تدفع لهم تأمينات على الحياة بأموال ضخمة، وهي أموال تعمل الشركات الأجنبية بما فيها الشركة البريطانية، على عدم الاضطرار لدفعها في حالة حدوث مكروه لإطاراتها من اختطاف أو تصفية، سيما وأن بريطانيا أول المتعهدين بتجريم دفع الفدية لتحرير مختطفيها. وبعد انكشاف الأمر من طرف مصالح الأمن التي فتحت التحقيقات حول عائلة ''أبو زيد''، وأحالت ملفاتهم على العدالة، تقرر فسخ العقد مع شقيقه الذي كان يضمن تنقل الرعايا البريطانيين، كما تقرر التحري حول مصير عائدات صفقته، ليتبين أنها كانت تضخ في حساب العائلة، وتبين أن عائلة الإرهابي كانت تجني الملايير من عدم استهدافها من طرف عناصر ''أبو زيد''، الذي علم بصفقة شقيقه مع الشركة البريطانية، دون علم هذه الأخيرة بما دار خلف ظهرها. من جهة أخرى، أوقفت مصالح الأمن مشتبها فيه بالانتماء لتنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' الأربعاء الماضي بإحدى وكالات بنك أجنبي في حيدرة، بعد طلبه إدارة الوكالة البنكية بفتح حساب لضخ أموال معتبرة، لكن العمل بتعليمة إشعار مصالح الأمن في حالة تقدم أي شخص لفتح حساب بنكي وضخ أموال ضخمة، أوقعت بالمشتبه فيه، الذي إلى جانب تفطن إدارة الوكالة البنكية، فقد تفطن أحد عمال البنك للشخص بحكم معرفته الشخصية به، وشد انتباه مسؤوليه، إلى ضرورة التبليغ لأن الشخص مبحوث عنه، ويشتبه في انتمائه لتنظيم إرهابي، كما يشتبه في مصدر تلك الأموال، ولا يزال التحقيق جاريا مع الموقوف كما أكدت مصادر ''الخبر''.