أفادت مصادر تشتغل على ملف الإرهابي عمر تيتراوي المكنى يحيى "أبو خيثمة" أمير "كتيبة الفتح"" في التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية" الذي تم القضاء عليه نهاية الأسبوع الماضي بولاية بومرداس، كان بصدد استلام مبلغ مالي هام من ارهابي كان على موعد معه في ضواحي المنطقة. * * * مقربو "درودكال" يتكفلون بمهام شبكات الدعم و"الجنود" * * واستنادا الى مصادر "الشروق اليومي"، تكون أجهزة الأمن المختصة قد توفرت على معلومات حول تفاصيل هذه العملية في ظل اختراق التنظيم الإرهابي قبل أيام، ليتم ترصد تحركاته منذ تنقله على متن مركبة من نوع 404 مغطاة، مستغلا عدم التعرف عليه، حيث كان يرتدي سروال جينز، حذاء رياضيا وبدلة جلدية طويلة، وكان بدون لحية ويبدو عاديا جدا، الى غاية ضبطه بمكان غير بعيد عن مطعم، حيث طلب منه أفراد الفرقة الخاصة التابعة لقوات الجيش تسليم نفسه بعد نزوله من السيارة وتنقله مترجلا على بعد أمتار، لكنه رفض وفر باتجاه المطعم وأطلق رصاصات من مسدس آلي كان بحوزته ليتم القضاء عليه في الداخل. * ولم تكشف المصادر التي أوردت الخبر قيمة المبلغ المالي ووجهته أيضا، لكن هذه العملية تكشف مجددا، أن أمراء و قادة التنظيم الإرهابي أصبحوا هم المكلفين مباشرة بجمع أموال "الغنائم" وجلب المؤونة والأدوية والمهام التقليدية، في ظل تفكيك العديد من شبكات الدعم والإسناد، وأيضا في ظل عدم ثقة قيادات التنظيم الإرهابي في أتباعهم بعد أن ذهبت الشكوك في اتجاه أن يكون عناصر الدعم مجندين من طرف أجهزة الأمن ومن العناصر المتسربة لاختراق التنظيم، كما أن قيادة "درودكال" اكتشفت لاحقا أن العديد من أتباعها كانوا يقومون بتحويل أموال "الغنائم" من عائدات السلب والنهب والفدية والجزية الى عائلاتهم وتبييض الأموال في مشاريع خاصة بهم منها عقارات وقطاع النقل، وكان الثراء الفاحش الذي ظهر فجأة على بعض عائلات الإرهابيين قد دفع مصالح الأمن لفتح تحقيقات حول مصدرها وتوصلت بعض التحريات الى أنها تندرج في إطار تبييض أموال الإرهاب. * مقتل إرهابي قيادي يتمتع بخبرة كبيرة على خلفية السنوات الطويلة التي قضاها في الجبل الذي التحق به وعمره 16 عاما، ويكون على اطلاع واسع بالمنطقة ومسالكها، تؤكد الخبرة التي اكتسبتها أجهزة مكافحة الإرهاب طيلة السنوات الماضية بفضل تفعيل العمل الإستعلاماتي وفعالية الاختراق والتسرب، لكنها تكشف على صعيد آخر ارتدادات العمليات العسكرية الأخيرة التي أسفرت عن القضاء على نواة التنظيم و"المادة الرمادية" التي خططت للعمليات الانتحارية والإعتداءات الإرهابية مما جعل قيادة التنظيم الإرهابي تتولى قيادة المهام التقليدية البسيطة التي كانت تقوم بها في وقت سابق شبكات الدعم وكذلك الإرهابيين الصغار الذين لا يتولون مناصب قيادية، واللافت أن أمير سرية أو جند أو كتيبة لا يقوم إلا بالإشراف والتخطيط والتوجيه للعمليات الكبرى والمصيرية والهامة جدا، بدليل أن بن تيتراوي كان أمير سرية الفتح في عهد إمارة حسان حطاب، وكان اسمه متداولا كقيادي فقط، وكانت تحركاته سرية ومحدودة عند تعيينه أميرا لكتيبة "الفتح" التي تعد أهم أعمدة التنظيم الإرهابي في المنطقة الثانية (منطقة الوسط) قبل أن يفرض الوضع الداخلي "للجماعة السلفية" في ظل الضربات المتتالية والخسائر التي تكبدها إلى إقحام الأمراء في هذه المهام، وكان تجنيد أمير كتيبة "النور" للقيام بعملية انتحارية استهدفت مقر الاستعلامات العامة بأمن ولاية تيزي وزو، وبعدها إقحام عناصر الدعم والإسناد في العمل المسلح المباشر دليلا على عجز التنظيم عن التجنيد، لكن الإطاحة بأمراء من الجيل القديم سينعكس برأي متتبعين للشأن الأمني على نوعية العمليات الإرهابية، خاصة الإعتداءات الانتحارية التي أصبحت خيار التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية" بإمارة المدعو عبد المالك درودكال في ظل سهولة التنفيذ وقلة الأفراد، كما أنه أمام القضاء على الأمراء القدامى، سيضطر "درودكال" الى تنصيب عناصر من حديثي العهد بالنشاط الإرهابي الذين يفتقدون للخبرة ولا يتمتعون بالقدرات العسكرية، ويتوقع مراقبون للشأن الأمني "ضربات عشوائية" في ظل محاولات التنظيم الإرهابي الرد على هذه الخسائر على الأقل لرفع معنويات أتباعه المحبطة وأيضا للتأكيد على الصعيد الخارجي استمرار خطورته وقوته وهو ما يبرز في بياناته الأخيرة الصادرة بشكل لافت آخرها تضمن حصيلة اعتداءات يزعم أن أتباعه نفذوها ككل مرة، دون الإشارة لخسائره، مقابل تراجع كبير في نشاطه، خاصة في معاقله التقليدية.