رغم تسجيل هدوء ملحوظ في بداية الشهر، حيث تم الدفع بتعزيزات أمنية للعاصمة والحواضر الرئيسية وزيادة عدد الحواجز في الطرقات وعمليات التمشيط، عرفت وتيرة العمليات الإرهابية تصاعدا ملفتا في منتصف شهر رمضان، وبلغ ذروته بالهجوم الانتحاري المزدوج الذي ضرب أكاديمية شرشال وخلف وفاة 18 عسكريا منهم أجانب يوم 26 أوت. كان هجوم شرشال المؤلم الثاني هذا الشهر، بعد استهداف مقر الأمن الحضري الأول بمدينة تيزي بتفجير بسيارة مفخخة في 14 أوت يقودها انتحاري، وأدى إلى مقتل مواطن وشرطي وتخريب المباني المجاورة التي كانت تضرّرت سابقا من الهجوم الذي استهدف مركزا عسكريا مجاورا. وفي الفترة الفارقة ين العمليتين الانتحاريتين سجلت عدة عمليات إرهابية باستخدام التفجير عن بعد والكمائن، خصوصا في منطقة القبائل، حيث قتل عسكريون وقوات الدفاع الشرعي ومواطنون. ففي يوم 17 أوت، قتل مواطن ورجل أمن في واد عيسي في كمين لمحافظ الشرطة، وأصيب ثلاثة رجال شرطة في العملية ذاتها بجروح. كما سجل مقتل عسكريين في أولاد علي بأعالي الثنية أثناء مرور شاحنتهم على لغم تقليدي في تلك الفترة. وقتل شرطيان في هجوم في قلب مدينة برج بوعريريج، بعد أيام فقط من قيام قوات الأمن بالقضاء على إرهابي وجرح آخرين في المنطقة المتاخمة للولاية مع البويرة، التي تحولت في السنوات الأخيرة لمركز اختباء للجماعات الإرهابية. وتعرض ثلاثة مواطنين للاغتيال في معاتقة بتيزي وزو، عندما تدخلوا لإنقاذ مواطن من عملية اختطاف يوم 18 أوت. وقتل ضابط برتبة نقيب وجندي في فوراية بتيبازة أثناء عملية تمشيط بحثا عن الجناة الذين استهدفوا أكاديمية شرشال. وتمكنت قوات الأمن بالمقابل من القضاء على عشرات الإرهابيين في منطقة القبائل وباقي مناطق الوطن، منهم أربعة في عمال بالثنية، إلى جانب اعتقال وتوقيف عدد من شبكات الدعم والإسناد. ويوصف الوضع الأمني المسجل في رمضان الجاري بأنه الأثقل منذ 2009 بالنظر إلى عدد العمليات وحصيلة القتلى، التي تقارب الخمسين قتيلا بمن فيهم الإرهابيين.